رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعين دامعة، وقلبٍ دامٍ، ولسان مُثقل، نتأهب لنعي العام الدراسي في المدارس المصرية، بعد أن أصابه البتر التدريجي المقنن غير المبرر، وربما غير المدروس.

بدلًا من النفخ في صورته وتقوية ما أصابه من عوار في مدته الزمنية القصيرة مقارنة بدولة اليابان التي نبتغي إلى نظامها التعليمي سبيلًا، لجأت وزارة التربية والتعليم إلى "الجراحة العاجلة" وبترت منه نحو خمسة أسابيع!

لقد أجرى الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عدة تعديلات على الخريطة الزمنية المعتمدة من قبل المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، بهدف التقليص منه دون تقديم أية مبررات "منطقية".

بدأ الأمر بتأجيل انطلاق العام الدراسي 2022-2023 أسبوع عن المحدد له، لسبب قهري وهو "عدم إفساد المصيف على الأهالي"، بعدها أطلقت إشارة السماح للمديريات التعليمية ببدء امتحانات الفصل الدراسي الأول قبل موعدها بأيام، ثم جاءت القاضية بتبكير امتحانات الفصل الدراسي الثاني نحو شهر كامل.

إن تقليل مدة العام الدراسي لا يحمل في جوفه سوى أمرين لا ثالث لهما: فإما تقليل المناهج واستئصال معلومات ربما تكون مرتبطة بالتسلسل المعرفي، أو ضغط المناهج وتحميل الطلاب المعلومات في الوقت زمني أقل.

الأمر الأولى كارثة قد تدمر الأجيال المتصاعدة الذين يتلقون معلومات مبتورة توضع بعضها فوق بعض بلا ترابط وبلا معنى، والثاني نكران قيمة تلك المعلومات الموضوعة في المناهج، وأهميتها في أن تأخذ وقتًا كافيًا لاستيعابها جيدًا.

في الحالتين، يوحي الأمر برغبة صانعي القرار في التخلص من هذا الحمل الثقيل "الدراسة"، وتكريس
تلك الفكرة "المخزية" لدى الطلاب وتحميلهم ما لا يطيقون فيزدادون كراهية للعلم والتعلم، حتى يشعروا كأنه وحش كاسر يكبس على أنفاسهم ويهشم ضلوعهم.

وإن كان حديث الدولة عن الاستفادة من تجربة التعليم اليابانية التي أخرجت طلاب عباقرة ومبدعين، واستطاعت مواكبة ركب التطور وازدهرت عالميًا، فإن ما تفعله الوزارة على أرض الواقع يبعدنا آلاف الأميال عنها.

دولة اليابان تحظى بأطول الفترات الدراسية حول العالم، بإجازة تبلغ نحو شهرين ونصف على مدار العام بأكمله، ويوزع العام على ثلاثة فصول، ليدرس الطلاب المناهج الأصعب على مستوى العالم.

أما العام الدراسي الحالي في مصر، فيمنح طلاب صفوف النقل والشهادة الإعدادية نحو خمسة أشهر، وربما تكون قابلة للزيادة، بالإضافة إلى العطلات الرسمية والأعياد الدينية.

ختامًا، فإن كل ما أخشاه أن تكون الخطوة المقبلة لوزارة التربية والتعليم هو توجيه رصاصة الرحمة للعام الدراسي لننتهي من هذا "العبء الثقيل"!