حفنة كلام
يعد المجمع العلمى للغة العربية بالقاهرة من أقدم المجامع اللغوية حيث أنشئ فى عهد الملك فؤاد، وأَطلق الناس عليه مجمع الخالدين لعلو شأن أعضائه وتكريم الشعب لهم فهم الذين أسهموا فى وضع معاجم اللغة الميسرة للناس وفتحوا حوارا مع الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعى فصار الناس يستفتونهم فى أمور لغتهم وتأتى الإجابة شافية كافية مما أوجد صلة بين الناس والمجمع اللغوى إذ صار الناس متابعين أنشطته وإصداراته، وقد رأيت كيف يجتمع عباقرة اللغة الألمانية من الدول الناطقة بالألمانية كل عام ليروا حال اللغة من حيث الانتشار والذيوع والاستخدام وأهم المشكلات اللغوية والاشتقاقات والنحوت والمصطلحات المطلوبة وغير ذلك تسهيلا للناطقين، وهذا صنيع طيب مطلوب من جميع مجامعنا اللغوية التى ينبغى أن يجتمعوا فى بلد عربى كل عام ليوحّدوا المصطلحات ولاسيما المترجمة منها فقد اتسع الفهم بين الترجمات المختلفة ولاسيما فى المصطلحات.
أعود إلى مجمعنا اللغوى الخالد الذى أسسه الملك فؤاد الأول فى 14/12/1932 وأعضاؤه بالانتخاب فحبذا لو أن القانون القديم أضفوا عليه بعض التعديلات التى يستوجبها العصر وتفرضها الظروف حتى يعود صرحا عاليا يحرس اللغة ويسهل استخدامها بين الناس والعلوم، لنرى كيف نعطى اللغة لأجيال أخرى تضيف على ما بناه الآباء والأجداد. كما أن ميزانية المجمع فى حوجٍ إلى مضاعفتها لتمكين المجمع من تنفيذ مشروعاته الطموح من رقْمنة إنتاج المجمع فهو الرائد ورئيس المجامع العربية ويحافظ على إصداراته، فهموم اللغة واحتياجاتها تتطلب جهود الآلاف من علماء اللغة والأدب والفن. وكم نحن فى حوْج لسَن قانون اللغة العربية الذى يحمى حرمتها ويذود عنها وهذا ما اقترحه المجمع لكن لم ير النور؛ فاللغة كائن حى يحب الرعاية كما أن اللغة تتطور لذا ينبغى أن نلحق بركب التطور محافظين على جماليات التراث وروح العصر وطرقات المستقبل.
أخيرا، أليس المجمع جديرا أن تسمى محطة المترو أمامه «محطة مجمع الخالدين»؟
مختتم الكلام
قالت الشاعرة زبيدة بشير:
جمعتُ سطورَ الحبّ من ألفِ عاشقٍ
وجئتُ أناجيكم بلهفةِ وامــقِ
فمِن أيِّ سطرٍ سوف أبدأُ رحلتي
وأنتم معى أمنٌ لحيرةِ خافقي؟
سلكتُ طريقا ما اسْتقامتْ لِسالكٍ
وطوَّعتُ بالإيمانِ كلَّ البوائقِ