رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

كان لثورة 25 يناير ايجابيات كما كان لها سلبيات، من الإيجابيات كسر حاجز الخوف، واسقاط النظام البائد، وتقديم رموزه للمحاكمة، وحل الحزب الوطنى الفاسد، لكن نجم عن الثورة انتشار الفوضى وأعمال البلطجة على نطاق واسع، وهو ما كان له عواقب اقتصادية وخيمة وآثار نفسية واجتماعية عميقة، كما ارتفع سقف المطالب الفئوية، وتعجل الحصول على نتائج فورية للثورة، وأدى الانفلات الأمنى وارتفاع سقف المطالب الفئوية وتعجل الحصول على نتائج فورية للثورة إلى تراجع اقتصادى حاد بما يشمله من العجز فى الموازنة العامة للدولة وتراجع عناصر الدخل القومى، وانخفاض عائد السياحة، واحجام الاستثمارات المباشرة الجديدة عن المجىء لمصر، وخروج الأمور الأجنبية التى كانت تستثمر فى البورصة، وهو ما أدى إلى حدوث ضعف مباشر فى الاستثمارات، وتآكل الاحتياطى الأجنبى.

خيبت الثورة آمال الشعب فى اعقاب الاطاحة بـ«مبارك» فى أن يتحقق الحلم فى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وترسيخ البناء الديمقراطى فى مصر، ومواجهة الأمراض الاجتماعية التى فشل النظام السابق فى علاجها مثل الفقر والجهل والمرض، فضلا عن استعادة الأمن وتحقيق الانتعاش الاقتصادى.. إلا أن الرئيس الإخوانى الذى قفز على السلطة فشل فى تحقيق ذات الأهداف التى ثار من أجلها الشعب المصرى، وقسم الشعب، واستعدى القضاء بإعلانه «إعلانا دستوريا» حصن فيه قراراته، كما عزل النائب العام، وعين نائبا عاما تابعا له، وترتب على هذا الإعلان انقسام خطير فى آراء الكتلة الوطنية ومواقفهم بين معسكرين، والقوى المدنية المعارضة للإعلان الدستورى، والقوى الإسلامية المؤيدة للإعلان.

استمر الرئيس المعزول مرسى فى انتهاج سياسات لا تتوافق مع مصلحة البلاد، ولكنها تهدف إلى تمكين جماعته من حكم مصر، فعمل على أخونة الجهاز الإدارى للدولة ليكون خاضعا له، فثار الشعب عليه بعد عام من حكمه فى 30 يونيو 2013 وقام بعزله.

انتشرت الموجه الثورية فى 30 يونيو وكانت عابرة للطبقات والشرائح الاجتماعية، وخرجت الملايين للشوارع فى جميع المحافظات المصرية مطالبين بإسقاط حكم الإخوان، وقامت المؤسسة العسكرية، فى بيانها يوم أول يوليو بإمهال جميع الاطراف 48 ساعة للاستجابة لمطالب المتظاهرين فى اطار حمايتها الشرعية الشعبية، وتم وضع خارطة للمستقبل سارت مصر على خطاها، والتزمت بجميع مراحلها، وأقر الشعب المصرى دستوره، وأجريت الانتخابات الرئاسية عام 2014، وفاز الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنصب الرئاسة بنسبة 96٫9٪.

واجهت الدولة المصرية العديد من التحديات بعد ثورة 30 يونيو، لكنها لم تخضع لمحاولات كسر إرادتها وانطلقت فى مسيرتى البناء والتنمية جنبا إلى جنب مع مكافحة الإرهاب، وشهدت مصر تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة وعصرية وفقا لأفضل المعايير العالمية، لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية التى يشهدها المجتمع الدولى، إيمانا من القيادة السياسية بأنه لا يمكن الانفصال عن المتغيرات العالمية، فانتقلت مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة.

لقد غيرت ثورة 30 يونيو مجرى أحداث التاريخ المصرى الحديث والمعاصر، وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى المصرى الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقة والحديثة على كافة المستويات، ترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبى والاصطفاف الوطنى لمجابهة التحديات، والحفاظ على هوية الوطن.

لقد برهنت ثورتا 25 يناير و30 يونيو على أنه عندما تنتفض الشعوب لا يمكن أن يقف أمامها عائق.