رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم تكن حلقة الإعلامى إبراهيم عيسى الذى شن فيها هجوماً عنيفاً على الشيخ الشعراوى هى المرة الأولى التى يتعرض فيها «الشيخ» للهجوم أو النقد، ولكنها كانت السابقة الأولى والمتفردة فى التلميح والتجريح المتعمد لشخص «الإمام» وأفكاره والاستعلاء على محبيه ووصفهم بالجهل.

كانت أشهر تلك المعارك الخلافية التى وقعت بين «الشعراوى» و«توفيق الحكيم» بسبب مقالاته «حديث مع الله»، وانتهت بعدما رأى «الحكيم»– وكان مريضاً– «الشعراوى» فى المنام يربِّت على كتفه، وكتب صلاح منتصر فى «الأهرام» أن كل ما يطلبه «الحكيم» أن يزوره الشيخ الشعراوى فى المستشفى، وبالفعل زاره «الشعراوى» وتصالحا.. هكذا كان الخلاف والاختلاف.

اللافت للانتباه والأخطر فى هذا الهجوم الأخير الذى شنه «إبراهيم عيسى» هو التقارب الذى وجدته بينه وبين المستشرق الهولندى «هانس يانسن» ، هذا التقارب الذى يكاد يكون «مطبوعاً مشفوفاً بالكربون»، مع تفرد الأول بمرادفات التجريح العنيف، وقبل أن أوضح هذا التقارب، أحب أن أذكر هنا أن «يانسن» أقام فى مصر منذ عام 1966 قبل أن يكون عضواً فى حزب «من أجل الحرية» الهولندى، المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة المعادية للأجانب وخصوصاً المسلمين منذ تأسيسه 2006، وأزيدك من الشعر بيتاً أن مؤسس هذا الحزب هو منتج فيلم «فتنة» الذى يهاجم الإسلام.. وإليك عدداً من نماذج من هذا التقارب:

 فى ورقة بحثية للمستشرق «هانس يانسن» تحت عنوان «الشيخ الشعراوى والإسلام السياسى» نوفمبر 1986– ترجمة د. حمد العيسى- يقول «يانسن» عن الشيخ الشعراوى.. ثم حصل على درجة التخصص من كلية اللغة العربية، وهذا يعنى أن تعليمه الأزهرى كان مرتبطاً بفقه اللغة أكثر من اللاهوت «الدين» و«العقيدة »، وهذه النقطة اتخذها «إبراهيم عيسى » ركيزة الانطلاق ليتهم الشعراوى بأنه ليس أهلاً للفتوى لأنه خريج لغة عربية!!.. وقال صراحة «إن الرجل ليست لديه رخصة فتوى.. ليس بتاع أصول دين.. ولا أحاديث.. بس أهو أفتى»..!!

ويقول «يانسن»: «.. أُعجب المشاهدون بأسلوبه– أى الشعراوى– وكيفية تحريكه لعباءته بعفوية، وهى عباءة متواضعة»، ليؤكد «عيسى» هذا الكلام، بل زاد عليه بقوله: «..العباية اللى لابسها طالعة نازلة عليه، ودايماً واسعة قبل ما يلبس طبعاً– وبحركة تنصيص بيده– الجلبيات المتفصلة اللى متكلفة جامد»،.. ولا تحتاج إلى مجهود كبير لفهم علامات التنصيص تلك، فقد أشار «عيسى» فى كتابه «أفكار مهددة بالقتل 1993»– منذ ثلاثين سنة تقريباً أن أفكار الشعراوى وسلوكياته نموذج للإسلام البدوى والفقه النفطى..!!

 يصف «عيسى» الشعراوى بأنه شيخ شفاهى، ويذكر للمشاهدين حركاته التمثيلية وتبسيطه للأمور، وأن الشعراوى ليست له دراسات أو أبحاث فى مراجع محترمة!!، ثم تجد هذا النص فى ورقة «يانسن» وجاء فيها: «.. وتتجلى كاريزما الشيخ الشعراوى عندما يتحدث بعفوية أمام كاميرات التليفزيون، ولكنها أقل وضوحاً كثيراً فى كتاباته، ولذلك يدعوه خصومه بالممثل الماهر والكاتب الفاشل»..وهكذا يري «يانسن»!!

 «يانسن» يشير إلى بعض الكتب التى كان عليها اسم «الشعراوى» ولم يكتبها الشيخ نفسه، أما «عيسى» فاستبدل لفظ «بعض» بكلمة «كل»، وزاد كالعادة بالتلميح بقوله: «.. كان يتنازل عن الأجر لأن هناك مصادر للدخل أعلى وأهم»..!!

 يحاول «يانسن» استخلاص المعانى الخفية متقمصاً منهجية– المخبر السرى– فى التحليل وفهم النوايا والخبايا «بتحوير» الكلمات والألفاظ، ليربط بين الشعراوى والتطرف، ولكنه أكد أن ما وصل إليه لا يجعل من الشيخ منظراً للإرهاب، أما الأستاذ «إبراهيم» فقد قام باتهام «الشعراوى» مباشرة بمرادفات واثقة متوالية– دون أخذ نفس بينها– بأنه سلفى متطرف داعشى «قتَّال قُتَلة»!!.. والأمثلة كثيرة لا تتسع المساحة لذكرها.

 فى النهاية.. رحل «الشعراوى»، ورحل «يانسن». . وأصبحنا أمام هجوم قديم جديد بعنوان «إبراهيم عيسى يانسن».

[email protected]