رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على بعد أمتار قليلة من مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، وبالأحرى فى شارع الخليفة، كانت تعيش سيدة الغناء العامى ومطربة الخديو إسماعيل فى القرن التاسع عشر؛ ساكنة باشا كما يلقبها الشعب- بينما منحها الخديو لقب «ساكنة بك».

لم تكن ساكنة امراة عادية، بل تمتعت بخصائص لم تتمتع بها النساء فى ذات العصر.. متعلمة.. لبقة الحديث.. عذبة اللسان.. سهلة المعشر.. أنيسة فى المجالس.. ذكية وسريعة الخاطر.. خفيضة الصوت فى الكلام.. قويته فى الغناء، ديّنة تحفظ القرآن وقارئة له بصوت عذب.. ولشيوع كل هذا عنها أصبحت ممن يدعى إلى القصور لإحياء المناسبات وأصبحت تحيى الليالى فى قصور الأمراء، كما غنت فى فرح أبناء إبراهيم باشا. وذاع صيتها فى عصر عباس الأول ثم سعيد باشا، حيث بزغ نجمها فى سماء الغناء.

ولدت المطربة الشهيرة ساكنة فى الإسكندرية سنة 1801 م، ونزحت للقاهرة وهى صغيرة السن, وتعتبر أقدم المغنيات فى العصر الحديث بعد مجموعة مغنيات العصر المملوكى. ولمع اسمها فى عهد عصر محمد على حيث كانت تغنى وتحييى ليالى السمر فى أكشاك الأزبكية التى كان يغلب على الأداء فيها فرق الشارع أو جوقات الجيش والبوليس وأحياناً مسرح خيال الظل وبعض الموسيقيين ممن يؤدون الغناء الشعبى.

وفى قمة شهرتها جاءتها فتاة تدعى ألمظ ضمتها ساكنة وأشركتها فى حفلاتها إلا أن نجم ألمظ تلألأ واستقلت عن ساكنة التى اعتزلت الغناء وفى آخر أيامها خصصت جزءًا من منزلها لتعليم القرآن وماتت دون أن تترك أبناء أو ثروة لأنها كانت تنفق أموالًا طائلة على نفسها وأقاربها وأصدقائها‏.‏

 

بيت ساكنة

بناه والى مصر محمد على عام ‏1846‏ لابنه إسماعيل ثم أهداه إسماعيل لساكنة باشا تقديرًا منه لموهبتها النادرة، والمنزل مقام على مساحة‏880‏ مترًا ويطل بمشربياته المتهالكة ونوافذه العملاقة المائلة للسقوط على شارع الخليفة، وبوابته الخشبية العتيقة المندثرة تحت الأرض.

وعلى الرغم من فخامة هذا المكان الأثرى وتسجيله كبيت ذى طراز معمارى فريد إلا أنه مهمل إهمال السنين والعقود، بكل سهولة تستطيع أن تدلف من الباب لعدم وجود حسيب أو رقيب، وبات منزل ساكنة معمرًا بالكلاب الضالة والقطط، ويستغل صحن المنزل أصحاب ورش التجارة فى تخزين الأخشاب والألوميتال.