عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر 

تسمع الدكتور مصطفى وزيرى، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وهو يصف أى قطعة أثرية أمامه فى أى محفل، فتشعر بأنه يتعامل معها وكأنها كائن من لحم ودم، وتلمح فى وصفه لها حُنوًا عليها، وكأنها انسان حى يعرف شتى المشاعر. 

شعرت بهذا وأنا أسمعه يتحدث عن «التابوت الأخضر» الذى استعادته مصر من الولايات المتحدة بعد أن كان قد وصلها بطريقة غير مشروعة. 

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى أسمعه فيها يخاطب الحاضرين بهذه الطريقة.. فمن قبل سمعته فى معرض من معارضنا خارج البلاد، فكان ينسج علاقة بينه وبين كل قطعة يقدمها.. ولأنه يفعل ذلك بصدق، فإن هذه العلاقة الحية تنتقل بكل ملامحها منه إلى كل واحد يتابعه فيما يقول. 

كان التابوت الأخضر قد وصل بالكاد من أمريكا، وكان يبدو مُمدًا أمام الكاميرات فى بهو وزارة الخارجية، وكانت الوزارة تستضيف المناسبة بحفاوة، وكان أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، حاضرًا ومشاركاً، وكان الوزير سامح شكرى يبعث «رسالة» بحضوره ومشاركته، وكانت الرسالة أن وزارته مع أجهزة أخرى معنية فى الدولة، ستظل تقف بالمرصاد لكل قطعة أثرية غادرت البلد بطريقة غير مشروعة.. ثم كانت الرسالة أيضًا أن كل قطعة جرى تهريبها ستعود بالضرورة، وأن عودتها إذا لم تكن فى الغد، فستكون بعد الغد، ولكنها ستعود فى كل الأحوال، ولن تساوم القاهرة فى هذا الموضوع. 

وحين قال الدكتور مصطفى إن القطع التى استعدناها فى السنة الماضية وحدها معدودة بالآلاف، أحسست بأن الثروة التى نملكها من الآثار لا حدود لها.. هذه حقيقة يقولها عدد القطع العائدة، لأنه عدد لا تكاد تملكه دول بكاملها على أرضها. 

وإذا كانت الطبيعة قد بخلت علينا بالثروات الطبيعية فى باطن الأرض، فهى قد عوضتنا بنهر من الآثار يجرى فى البلد من كل اتجاه.. ففى كل مرة تضرب بعثة أثرية يدها، تجد ثروة فى انتظارها، وفى كل مرة يتوجه أمين عام الآثار إلى بقعة يحفر وينقب فيها، فإنه يرجع بيدين ممتلئتين. 

يعود بيديه ممتلئتين، لأن ما يربطه بآثار بلده شىء نادر، ولأن الطبيعة التى ضنت علينا بالنفط، عوضتنا بسواه.. وما سواه كثير.. وليس عدد القطع العائدة فى سنة واحدة، سوى دليل على ذلك لا تخطئه العين الواعية. \