رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مرحباً بالعام الجديد 2023 بسم الله وعلى بركته نفتتح أول أيامه، يطل علينا من نافذة الأمل، عام كامل مضى، وانقضى، وذهبت أيامه بحلوها ومرها، ونبدأ عاماً جديداً ندعو الله عز وجل أن يجعل هذا العام خيراً من سلفه، وأن يجعل خلفه خيراً منه، نجدد مع العام الجديد أنفاسنا للحياة، ونستقبله بمزيد من البهجة وروح الشغف، ونسأل الله السلامة من كل سوء وشر، وأن نفتح كتاب السنة الجديدة التى نخط صفحاتها البيضاء بأيدينا وإنجازاتنا لنستقبلها بكل المحبة والسعادة، ونسأل الله السعادة لكل قلب ما زالت بذرة الخير فيه، والفرج للبلاد والأزمان والسلام للعباد.

نسأل الله أن نعوض فى العام الجديد الأيام والتجارب القاسية والغلاء الذى عشناه فى العام السابق، وأن تكون أيامه أجمل من ذاهب الأيام.

لم يخل العام الماضى من الأيام الجميلة فى نفوس العديد، كثيرون حققوا أحلامهم، وغيرهم أخفقوا، وآخرون عاشوا على الأمل.

ما كاد فيروس كورونا يخف قبضته على أنفاس البشر فى العالم بعد فترات عصيبة كانت له الغلبة فى فرض طقوسه وتقاليعه المميتة، ضرب فيها العديد من الأرواح، وأصاب من أصاب، وضرب معه اقتصاد العالم وهو يبحث عن أسلحة مواجهته، حتى بدأت الحرب الروسية الأوكرانية التى جرمت معها الأخضر واليابس وعصفت بالاقتصاد العالمى، لم تسلم من آثارها دولة متقدمة أو دولة نامية، الغلاء تحول إلى تمويل ينهش قلوب الجميع، التضخم تحول إلى ضغط عال لم يفلح معه أية مهدئات.

يبدأ العام الجديد وما زالت الحرب فى روسيا وأوكرانيا لم تلق أوزارها، وهناك مؤشرات على استمرارها فى العام الجديد مع تطوير آلياتها الأمر الذى يؤدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، وزيادة نسبة الفقر ونسبة الجوع، والفاقه، والحاجة وكل أنواع التدنى المعيشى فى الجانب الأعظم من العالم الذى لم تسعفه ظروفه لتدبير احتياجاته من خلال الاعتماد على نفسه ويعتمد على الاستيراد من الخارج.

مصر مثل أى دولة واجهت «الغولين» كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية، تحمل المواطنون فى النصف الثانى من ديسمبر الماضى وهو آخر شهر فى العام وحتى اليوم أعباء تفوق تحملهم من غلاء فاحش فى الأسعار التى أصبحت ترتفع كل يوم بمبرر ودون مبرر، الطمع والجشع والفساد أعمى قلوب بعض التجار الذين استغلوا الأزمة ورفعوا الأسعار، وأخفوا السلع لزيادة سعرها مع قرب شهر رمضان والدولة لم تقف مكتوفة الأيدى، وكما واجهت كورونا وخرجت منها منتصرة، تحاول حالياً وقف نزيف كبرياء المواطنين أمام الارتفاع المخيف فى سعر العملات الأجنبية وفى مقدمتها الدولار، الذى أدى ارتفاع سعره مقابل الجنيه إلى ركوب الأسعار طائرات نفاثة لا يملك أحد مجاراة سرعة تحليقها فى الأسواق لتوزيع بيانات الأسعار الجديدة قبل أن يصل المواطنون إلى منازلهم باحتياجاتهم من المواد الغذائية.

تكافح الحكومة الغلاء من خلال العديد من الآليات، منها مراقبة الأسواق، ومنع الاحتكار أو تخزين السلع، وتوفير منافذ السلع الغذائية، وتوفير مخزون سلعى، كما يقوم البنك المركزى بإجراءات ناجحة للسيطرة على الدولار.

الأسعار هى الداء سريع الانتشار والمتفشى فى العام الجديد فإلى جانب الإجراءات التى تتخذها الحكومة لتوفير السلع، فلابد أن يتجنب المواطنون الإسراف وإضاعة الأموال فى أشياء تافهة، ويركزون على احتياجاتهم الأساسية وعدم اللجوء إلى تخزين السلع، ووضع خطط مدروسة لإدخار بعض المال لاستخدامه فى المستقبل لتطوير العمل وفتح المشاريع الخاصة والجديدة، والسعى وراء زيادة الدخل الخاص والعمل فى بعض الأحيان لساعات إضافية.

يجب أن نستغنى عن كل الأشياء الماضية التى تسببت فى الإحباط والحزن والتوقف عن التفكير فيها، والتخلى عن الذين يسببون المتاعب ونتمسك بالأحباب، لأن يبقوا معنا، لا بد أن نقتنع بأن الحياة لا تمنح الفرصة المناسبة والجيدة للأشخاص الذين يجلسون فى أماكنهم منتظرين الفرص، إنما تمنحها فقط للأشخاص النشطين الذين لا يتوقفون عن العمل بجد ومثابرة للوصول لأحلامهم وطموحاتهم، كما أنه مطلوب التخلص من الأفكار السلبية التى كانت تسيطر على الفعل والتى ساهمت فى تراجع المعنويات.

مطلوب أن نتعلم تقدير الوقت وأهمية استثماره بشكل جيد ومثمر، واستغلال كل دقيقة وثانية تمر فيه بالعمل والاجتهاد، بعيداً عن كل الأشياء التى تشغلنا عن تحقيق كل ما نحلم به.

اللهم حقق أحلامنا فى العام الجديد، وارفع الوباء والبلاء، واجعل مصر زخاء رخاء، واجعل الاقتصاد العالمى يعود إلى رشده، والسلام يعم كل أرجاء العالم، وكل عام ومصر بخير والشعب بكل طوائفه فى محبة وسعادة.