رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دوما يلتقط المحافظون الخيط من الحكومة، فإذا قال رئيسها نراقب الأسواق وأشار إلى ضرورة الإعلان عن سعر السلع الاستراتيجية يتحرك كل محافظ بسعيه ويبذل جهده لإثبات علمه بالتوجيه ويتسابق معظمهم فى جولاتهم على الأسواق ويهتمون طبعا بالتقاط الصور داخل صناديق السلع وأرفف المعروضات.

وتنشر لهم الأخبار بالصور فى المواقع المختلفة وكل محافظ وسعيه وجهازه الذى يقدمه على أنه الأول فى تنفيذ توجيهات الحكومة وأنه يسير على خطى التعليمات بحذافيرها.

فإذا كان التوجيه بالرقابة أو بإقامة شوادر السلع أو بمنافذ الجملة فالجميع جاهز وحاضر بلا مراجعة أو تفكير.

وكان آخر توجيه لحكومة د- مدبولى هو السعر المعلن على كل سلعة وهكذا كان السباق الجديد، فرأينا محافظين يتفقدون محلات الفاكهة والخضار الخ مع أن المواطن يهتم أكثر بأساس السلع المطلوبة لمطبخه ومائدته اليومية.

المواطن مقتنع فعلا بعدم شراء السلعة التى يرتفع سعرها ويبتعد عنها سواء بإرادته أو كرها عنه فالحديث هنا يتخطى اللحم والدواجن وحتى السمك والسمن والزبد والعسل، وحتى طبق الكشرى! المواطن لا يفكر إلا فى الضروريات بعد أن ترفع عليه كل ما هو عال وغال.

فهو يبحث ويهتم بأسعار الفول والفلافل والزيت والعدس والسكر والبطاطس والباذنجان والشاى والخضار.. تلك هى السلع الضرورية التى تشغل بال -ست البيت- وآخر ما تفكر فيه هو اللحم والفراخ وحتى الجبن والبيض!

جولات المحافظين بالأسواق لمراقبة الأسعار لا تفيد المواطن بقدر ما يفيده تأمين منفذ أمن سعرا وجودة وكمية! لا يشغلنى إعلان -الجزار- عن سعر اللحم فهى غالية سواء فوق أو تحت؛ طالما تخطى ثمن الكيلو ما تخطى!

جولات المحافظين يجب أن تقل وينحصر الاهتمام فى توفير منافذ وشوادر -بجد-وتفتح على مدار الساعة ونجد فيها السلعة التى تهم المواطن الغلبان!

وطالما كان الحديث عن السلع الإستراتيجية فمن المفيد أن أشير إلى أسعار كيلو الارز والسكر والزيت ولا سيما الزيت! فى بطاقة التموين، تضاعفت، وبالتالى انخفض الدعم لأكثر من نصف السلع التى كانت تدخل سلة البيت البسيط، ورغيف الخبز المدعم سبق وقل وزنه من 120: 90 جراما وطبعا كلنا يعرف أن المنتج منه والذى يقدمه المخبز الآن، لا يزيد بأى وزن عن 60 جم.

الخلاصة، أن المواطن يبحث عن لقمة العيش البسيطة بل وأبسط من البساطة! فلا ولن يتكلم عن اللحوم ولا الفراخ ولا البيض! حتى البيض؟ أصبح رفاهية!

جهد الحكومة والمحافظين يجب أن يتحرك فى هذا الاتجاه، زيادة دعم البطاقة التموينية لتكون هى مصدر الأمان لكل أسرة ورقابة على البقال التموينى، وأفران المدعم، وكفى الحكومة جهدا وشكر الله لها سعيها!

فهل هذا كثير؟ حققوا للمواطن الخير البسيط من التموين والخبز الذى يشبعه! واتركوا لنا جشع التجار فنحن لهم، وسنجعلهم يعودون للحق بالترفع والبعد عنهم ومقاطعتهم وتلك طبيعة السوق بقانون العرض والطلب.