عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

لأنى ولأنك من طين هذا البلد، فإن كل ما يشغلك ويشغلنى هو مستقبلها، وأن تنطلق لتكون فى مقدمة الأمم. أتصور أن أى مصرى لا يضع هذا الأمل نصب عينيه لا يصح أن يوصف بالانتماء لمصر. والمشكلة أن بلدنا فى هذه الأيام تئن وتتوجع لظروف فى الجانب الأكبر منها خارجة عن إرادتها، وفى جانب منها لأسباب تنبع من أبنائها. وبغض النظر عن هذا وذاك فإن ذلك يجعلنا نتمنى أن تخرج من عثرتها. من يتابع الشأن العام سيلحظ أن هناك جهودا كبرى تبذل لتجاوز المآزق التى واجهناها. صحيح أن هذه الجهود لم تثمر عن شيء ذى بال يمكن أن يلمسه المواطن بيده لأنها لا يمكن أن تؤتى أكلها فى لحظة، ولكنها إذا ما استمرت مع بعض التعديل فى الأولويات فمن المؤكد أنها ستحقق المراد.

وتفجر هذه الجهود، والحال التى عليها بلادى الكثير من الأمانى، وهى أمانى بـ «كبر البحر» كما تشدو فيروز، فالأمانى تزيد كلما لمس المرء جهدا لتحقيقها وهو ما يعبر عنه قول القائل «لسه الأمانى – مع الأغانى أيضا - ممكنة»، والأمانى تزيد كلما ضاق الحال، ومن هنا يأتى القول المأثور بأنه «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت».. بعد أن يكون ظننا وصل إلى أنها قد لا تفرج.

ولذلك أتمنى لمصر أّن يصبح الاقتصاد المصرى على رأس الاقتصادات إن لم يكن فى العالم فعلى الأقل فى المنطقة. أمنيتى لبلادى أن نخرج من حسبة برما التى تشغلنا كل يوم عن الدولار وصعوده، وأن تنجح مصر فى تجاوز هذه الأزمة.

 أتمنى أن تنهض الصناعة فى بلادى ونصبح دولة مثل اليابان التى يلح البعض على تذكيرنا دوما بأنها بدأت نهضتها فى ذات الوقت الذى بدأنا فيه نحن، بينما تغيرت الأحوال وتبدلت وأصبحت هى فى السماء ونحن من أهل الأرض. أتمنى أن ينجح مشروع المليون ونصف مليون فدان الذى أطلقه الرئيس السيسى وأن يكون نجاحه باعثا لنا على أن يكون ١٥ مليونًا وليس مليونًا والنصف فقط، وبذلك نسد الفجوة الغذائية ونكون كما كان البعض يصف مصر فى يوم من الأيام بأنها سلة غذاء العالم أو قمحه.. مش مهم.

أتمنى أن نخرج كمصريين من «الاوضة» الضيقة التى حشرنا نفسنا فيها عبارة عن شريط ضيق على الدلتا لننطلق فى صحرائنا الشاسعة، نعمر ونخضر الصحراء كما كان يغنى عبدالحليم. أتمنى أن أمشى فى شوارع فيصل ودار السلام والمرج ووسط البلد وربوع بلدنا، فلا أخبط فيمن بجوارى لأنه يعيش على كل متر مربع أكثر من ٥٠ نسمة، وكما نجحنا فى القضاء على العشوائيات نقضى على التكدس غير الآدمى. أحيانا أنام وأصحو وأنا أدعو أن كل المدن الجديدة، الذكية وغير الذكية، التى يتم إنشاؤها «تشغى» بالبشر بالمعنى الدارج وتكون فرصة لأن نقول للعالم برة وجوة إن كل مليم أنفقناه لم يضع هدرا كما يروج المغرضون.

أتمنى أن تزداد مساحة التوافق الوطنى حول حاجات كثيرة.. كثيرة، بدلا من حالة الاستقطاب التى نعيشها كل يوم صبح وليل، نهار ومسا، على كل همسة وكل تفصيلة وكل واقعة وكل حكاية بتحصل من حكايات حارتنا.

لما أسرح بأمنياتى أتذكر كتابا كنت قد قرأته بعنوان «انتصار الحضارة تاريخ الشرق القديم» لجيمس هنرى بريستيد.. أتذكر تماما حالتى بعدها، كنت أشعر بالسعادة، بالنشوة، بالفخر على الوضع الذى كانت عليه مصر.. عندما أستعيد ذلك الوضع وتلك الحالة.. أجد نفسى وكما قال نيوتن «وجدتها».. أقول هذه هى مصر التى أريدها. وما أظن ذلك ببعيد على ربنا أو حتى على همة المصريين.. ولعل ذلك يكون قريبا!

[email protected]