عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كثير من آبائنا وأمهاتنا تربى على أخلاقيات الزمن الجميل، حيث كانت الإذاعة تساهم فى تربية وتهذيب سلوك المواطنين عن طريق العديد من البرامج والمسلسلات الموجهة الغرض منها نشر قيم التسامح والتعاطف وحماية حقوق الجار والتعاون وشرف العمل وغيرها من القيم التى نحتاج إليها اليوم لتوجيه شبابنا من جيل الفيسبوك. ومن منا ينسى الموسيقى المميزة لاثنين من البرامج الخفيفة التى تحمل نصحا وإرشادا بشكل غير موجه، وهما برنامجا: كلمتين وبس من تقديم الفنان العظيم  الراحل فؤاد المهندس على إذاعة البرنامج العام، وفقرة خالتى بمبة من تقديم الفنانة الراحلة ملك الجمل التى كانت تذاع ضمن فقرات برنامج إلى ربات البيوت. والحقيقة أن مدة البرنامج لا تتعدى خمس دقائق ولكنها تساهم فى بث العديد من القيم العظيمة والسلوكيات الراقية. فلماذا لا يتم فلترة الحلقات الموجودة فى أرشيف الإذاعة المصرية وانتقاء الحلقات التى تحمل قيما نفتقدها بشدة أو تنقد سلوكا مذموما يفعله البعض يؤذى الآخرين وهكذا. ثم بعد ذلك يعاد تسجيل صوت الفنانين على فيلم تليفزيونى قصير يتماشى مع مفهوم الحلقة أو على فيلم كارتونى أو شكل انفوجراف بحيث تظل صورة وصوت الفنانين فى الخلفية، والفيلم يعرض على المشاهدين فى القنوات التليفزيونية والفضائيات سواء بشكل دورى قبل المسلسلات أو بين الفواصل أو قبل ماتشات الكرة أو غيرها من الأوقات التى تعلو فيها نسب المشاهدة. بل يمكن أيضا عمل قناة يوتيوب ووضع هذه الأفلام أو مقاطع قصيرة منها على اليوتيوب أو حتى وضع كل الحلقات الخاصة بهذا البرنامج عليه فيسمعها كل من يشتاق إلى زمن الفن الجميل أو يحن إلى أيام الماضى من الكبار والصغار. أعتقد أن هذه الفكرة لن تكلف نفقات كثيرة، وأعتقد أنها ستساهم فى إحياء كنوز من التراث المطمور فى الإذاعة المصرية، والتى قد ينتهى أو يتلف ولا يشعر به أحد لأنه لم يتم استغلاله، وترك للإهمال أو الضياع أو السرقة أو التهريب. إن وظيفة القوى الناعمة هى المساهمة فى تغيير بعض المفاهيم عن طريق الفنون والموسيقى والأغانى. والجيل الحالى يفتقد إلى القدوة التى تنصحه بصوت هادئ بعيدا عن النقد أو اللوم المستمر أو الصراخ أو تجاهل احتياجاتهم، فلماذا لا نحاول أن نوصل لهم ما نريد من أخلاقيات وقيم ومُثل وعادات وتقاليد تكاد تكون اندثرت عن طريق الأدوات التى يفهمونها، وهى أدوات التواصل الاجتماعى أى الفيسبوك واليوتيوب وغيرها من المنصات المختلفة. فهل نجد من يتحمس لهذه الفكرة من الوزارات المختلفة، بحيث تتعاون فى تنفيذها للمصلحة العليا للبلد سواء كانت وزارات الثقافة أو الشباب والرياضة أو الاتصالات أو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟ فهى لمحة نور قد تساهم فى نشر وعى وثقافة.

كلية الآداب جامعة الإسكندرية