رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

كرة القدم لعبة قديمة جدا ظهرت فى القرنين الثانى والثالث الميلاديين.. حيث عرفت فى الصين باسم «تسوشو» وكانت عبارة عن تدريب عسكرى فى ذلك الوقت حيث كان اللاعب يحاول إدخال الكرة إلى الشباك المثبتة على أعواد الجدران، وكانت الكرة التى يلعبون بها محشوة بالشعر والريش.

وظهرت كرة القدم أيضاً فى اليابان باسم «كيرامي» وبقيت إلى الآن تلعب بشكلها الأصلى فى الثقافة اليابانية وتتم ممارسة هذه اللعبة فى حلقات دائرية يتجمع داخلها اللاعبون ويقومون بتمرير الكرة فيما بينهم دون ملامستها للأرض.

وفى عام 1300 ميلادية ظهرت كرة القدم فى إنجلترا وكان اللاعبون يلعبون بكرة مصنوعة من مثانة الحيوانات، وقد تم فرض الحظر على من يلعب كرة القدم لتخوف السلطة الحاكمة آنذاك من انشغال الناس بها وامتناعهم عن تعلم الرماية، وذلك لأن انجلترا كانت فى خضم أحداث حربها مع أسكتلندا فى هذا الوقت.

فى عام 1904 وبعد الانتشار الكبير الذى حققته كرة القدم فى مختلف بقاع الأرض، أصبح تواجد هيئة رسمية دولية معنية بشئون هذه اللعبة أمرا ضروريا، لذا تم تأسيس الاتحاد الدولى لكرة القدم fifa وتم وضع القوانين الأساسية لكرة القدم وأسس تطويرها فى المستقبل، وبعد تأسيس الفيفا أصبحت كرة القدم مصدرا لتعليم الروح الرياضية والأخلاقية بين اللاعبين والمشجعين، وبالرغم من المشاهد العنصرية وغير الأخلاقية التى تحدث فى بعض المناسبات، إلا أن كرة القدم تظل واحدة من الرياضات التى تعلم الأجيال الأخلاق والروح الرياضية والتسامح بأرقى أشكاله فى مختلف أنحاء العالم، ولعل أكبر مثال على ذلك هو استضافة جنوب إفريقيا لمنافسات بطولة كأس العالم عام 2010 بعد تخلصها من نظام الفصل العنصرى الذى كان يسود البلاد فى وقت من الأوقات أول بلد إفريقى يستضيف منافسات كأس العالم فى التاريخ.

وأصبحت كرة القدم تتمتع بقاعدة جماهيرية وشعبية كبيرة جداً، فى حين قدرت إحصائية قام بها الاتحاد الدولى عام 2006 أعداد اللاعبين فى عالم كرة القدم بحوالى 265 مليون لاعب ولاعبة على مستوى العالم، وتقريبا تضاعف هذا العدد حالياً، مما يشير إلى أن الساحرة المستديرة هى اللعبة الأشهر والأكثر انتشارا ومتابعة وممارسة فى تاريخ جميع الرياضات.

ويعتبر أول اتحاد عربى لكرة القدم هو الاتحاد المصرى الذى تأسس عام 1921 ومن بعده الاتحاد الفلسطينى والذى يعتبر أول اتحاد فى آسيا وتأسس عام 1928 وهما أول منتخبين يتنافسان على التأهل إلى كأس العالم فى عام 1934، وتأهلت مصر وقتها بعد فوزها على فلسطين ذهابا وإيابا،  كما تعتبر مصر أول منتخب عربى وإفريقى يتأهل إلى كأس العالم، وأول منتخب بفوز بكأس الأمم الإفريقية عام 1956. كما يعتبر منتخب الكويت أول منتخب عربى فى آسيا يفوز بكأس آسيا عام 1980، ويعتبر كأس السلطان حسين فى مصر هو أول بطولة عربية فى التاريخ تأسست فى عام 1917 وتعتبر البطولة الوطنية المغربية فى المغرب هى أول بطولة دورى فى الوطن العربى والتى تأسست فى عام 1917.

هناك العديد من الأسباب وراء تأخر كرة القدم العربية بدليل، قلة عدد المنتخبات العربية المشاركة فى بطولة كأس العالم فى نسختها الـ22 المقامة حالياً فى قطر، واقتصارها على أربعة منتخبات فقط هى: السعودية وتونس والمغرب وقطر، من هذه الأسباب غياب التنظيم الجيد ومنظومة الاحتراف، وعدم وجود مستوى كروى ثابت للدول العربية التى تصل مقارنة بمنتخبات عالمية أخرى وضعف البطولات والمسابقات المحلية، وعدم تهيئة البيئة المحلية للاعب العربى للإبداع وغياب الاستقرار الفنى والإدارى وانعدام الطموح عند المنتخبات العربية التى يتمثل أقصى طموحها فى التواجد فقط فى المونديال دون أن نفكر فى بلوغ أدوار متقدمة أو المنافسة على اللقب. وما زالت اللعبة تدار فى العديد من الدول العربية بعقلية الهواة رغم أنها تدار على مستوى العالم بطريقة احترافية، وسيؤدى استمرار هذه الممارسات فى المستقبل إلى عدم لحاق الكرة العربية بركب الأمم المتقدمة فى هذا المجال، رغم أنها تمتلك مواهب من اللاعبين الذين أثبت بعضهم وجوده بقوة خلال احترافهم فى الخارج خصوصاً فى أوروبا من أمثال محمد صلاح ورياض محرز وأشرف حكيمى وحكيم زياش وغيرهم، وكان أول ظهور للعرب فى نهائيات كأس العالم فى المونديال الثانى عام 1934 فى إيطاليا من خلال منتخب مصر.