رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اليوم.. تنطلق مسابقة كأس العالم لكرة القدم، التى تقام لأول مرة فى دولة عربية وهى دولة قطر، وهى المسابقة المحببة إلى قلوب عشاق الدائرة المستديرة فى جميع دول العالم، والتى تقام تحت إشراف الاتحاد الدولى لكرة القدم كل أربع سنوات، منذ عام 1930. وكانت فرنسا آخر منتخب فاز بهذه البطولة عام 2018.

ضربة البداية تبدأ اليوم بين منتخب قطر صاحب الأرض والدولة منظمة البطولة والذى يخوض المسابقة لأول مرة فى تاريخه، مع منتخب الإكوادور ضمن منتخبات المجموعة الأولى، رفقة منتخبات السنغال، وهولندا.

ضربات الحظ الترجيحية حرمت منتخب مصر من التأهل لهذه الدورة، وانتزع منتخب السنغال بطاقة التأهل منه، كما خرج منتخب الجزائر على يد الكاميرون.

صعد المنتخب المصرى لبطولة كأس العالم ثلاث مرات فى تاريخه أعوام 1934، 1990، 2018. ويمثل العرب وإفريقيا فى النسخة الحالية منتخبات السعودية وتونس والمغرب، وقطر، والكاميرون، والسنغال ونتوسم فى أن تحقق هذه المنتخبات نتائج طيبة تسعد الجماهير العربية والإفريقية فى كل مكان. كما نتمنى لدولة قطر الشقيقة وللشعب القطرى تنظيم مسابقة ناجحة تشرف العرب.

من المتوقع أن تجذب البطولة على مدى 29 يوما وحتى 18 ديسمبر ملايين الزائرين للدوحة، ويتعرف الملايين على دولة قطر عبر وسائل الإعلام المطبوعة وشبكات الإذاعة والتليفزيون ومنشورات التواصل الاجتماعى، الملاعب القطرية فى أوج استعداداتها للمسابقة، والتى أقيمت على أحدث طراز، كما قامت قطر بمد شبكة مترو حديثة، ووسعت نطاق مطارها لتسهيل انتقال ضيوف المونديال، كما شيدت مناطق جديدة داخل العاصمة الدوحة. ويشاهد المسابقة حول العالم من خلال الشاشات أكثر من 3 مليارات شخص من عشاق كرة القدم العالمية.

لم تتوقف مفاجآت نسخة كأس العالم الحالية عند تنظيم دولة عربية المسابقة، ولكن هناك العديد من المتغيرات تشهدها المسابقة، منها: إقامة المسابقة لأول مرة فى شهرى نوفمبر وديسمبر لتفادى حرارة الصيف، والاستعانة بحكمات سيدات لأول مرة ضمن 105 حكام بالبطولة، وهن الفرنسية ستيفانى فرايار، والرواندية ساليما موكاسا، واليابانية يوشيما باماشيتا، بالإضافة إلى 3 حكمات مساعدات، كما سيتم لأول مرة استخدام تقنية تساعد فى اكتشاف حالات التسلل من خلال كاميرات تثبت أسفل سقف الملعب لتتبع حركة الكرة، كما سيتم السماح للمنتخبات بإجراء خمسة تعديلات بدلا من ثلاثة، وهو التعديل الذى دخل حيز التنفيذ خلال فترة تفشى «كورونا»، وتم تطبيقه فى كل الدوريات والبطولات، كما أجاز الفيفا تبديلا سادسا حال حدوث ارتجاج مخى للاعب.

لم تعد كرة القدم مجرد تقاذف الكرة بالأرجل أو وسيلة للتسلية، بل إنها صارت اليوم فرصة لتلاقى الشعوب وتعارفها، وتبادل الثقافات وتفاعلها، وبالأخص عندما تتم على شكل بطولات عالمية مثل كأس العالم، وعن طريقها تتحقق الوحدة العالمية للشعوب، وتنزوى السياسة جانبا، وتبقى البساطة والروح الرياضية المرحة هى السائدة.

كما أصبحت كرة القدم نتيجة الظروف والتحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية التى يعيشها العالم بمثابة المرآة التى تستطيع من خلالها الأمم النظر إلى نفسها وتقديم الصورة الإيجابية عنها إلى العالم، ونجحت كرة القدم عبر سرعة انتشارها الهائل وسهولة نقلها فى اختزال الشعوب بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم وأعمارهم لتجعل منهم حالة تعكس التلاحم الوطنى والانتماء للوطن والهوية الوطنية الجامعة بعيدا عن الانتماءات الضيقة، وكرست روح المواطنة والشعور بالانتماء، وأصبحت دليلا على تراجع العديد من الأيديولوجيات السياسية التعبوية المعتادة، كما تساهم فى حوار الحضارات والثقافات فى عالم يراد له أن يتصارع أيديولوجيا من أجل الهيمنة والنفوذ وسيطرة المصالح الدولية والإقليمية.

من الآن وحتى انتهاء بطولة كأس العالم تداعب الأحلام والأمنيات جماهير كرة القدم لتوقع المنتخب الذى يحمل كأس العالم من 32 منتخبا فى نسخته الثانية والعشرين المكون من الذهب والمرمر، وكانت قد فازت به البرازيل 5 مرات، وإيطاليا 4 مرات وألمانيا 4 مرات وأورجواى والأرجنتين وفرنسا مرتين لكل منها وإنجلترا وإسبانيا مرة لكل منها، وكان منتخب إيطاليا قد فاز بالبطولة مرتين متتاليتين عامى 34، 38، ويغيب عن هذه النسخة، ويحمل آخر نسخة منه فرنسا التى تفوقت فى المباراة النهائية على كروانيا عام 2018، القادم أفضل للمنتخب المصرى الذى التف حوله العرب فى مباراته الودية مع منتخب بلجيكا فى الكويت، وفاز المنتخب المصرى على المنتخب المصنف ثانى العالم والمرشح لبطولة هذا العام.