رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الاستقواء بالخارج، والاستقواء بالسبوبة، أصاب «أهل الشر» بغشاوة على عيونهم، جعلتهم لا يفرقون بين الحق والباطل، وبين حرية الرأى والتعبير التى يحترمها الدستور المصرى، وبين ارتكاب الجرائم الجنائية التى يعاقب عليها القانون، وتصدر فيها الأحكام من قضاء مستقل لا يجوز التعقيب عليه. لكن الغشاوة على العيون والغطرسة دفعتا إلى القيام بمحاولة مشبوهة لاستغلال قمة المناخ التى تستضيفها مدينة السلام (شرم الشيخ) فى استعداد الدول والمنظمات الأجنبية ضد مصر للإفراج عن مواطن مصرى محبوس فى جرائم جنائية، بتهمة تطاوله على القضاء المصرى والجيش والشرطة، وصدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات واجب النفاذ ولا يمكن الطعن عليه لصدوره من محكمة أمن الدولة.

ناشطة ونشطاء السبوبة تلك الوظيفة الجديدة التى قلدها لأنفسهم أثرياء الصراعات وأغنياء الحروب، وأمينة منظمة العفو الدولية استغلوا تخصيص قمة المناخ لمؤتمر نظمته مجموعة «DCj» الناشطة، فى مجال العدالة المناخية لتناول قضية المواطن المصرى المحبوس، والذى لم يستوف إجراءات حصوله على الجنسية البريطانية، بدلا من مناقشة القضايا المناخية التى تركز عليها القمة ويشارك فيما عدد كبير من قادة الدول فى فعالياتها، هذه العصابة أو هذه الناشطة، أقحمت قضايا سياسية فى مؤتمر يناقش مشاكل الأرض ويبحث إجراءات إنقاذ 5 مليارات نسمة يعانون من التقلبات المناخية على مستوى العالم.

نشطاء السبوبة الذين زعموا أنهم يدافعون عن حرية الرأى لم يتحملوا رأى نائب بالبرلمان المصرى يتمتع بالحصانة الإجرائية والموضوعية لا يجوز الحجر على رأيه أو اتخاذ إجراء ضده عندما قال كلمة الحق، وافتعلوا مشادة معه، جعلته يغادر المؤتمر احتراما للأرض المصرية التى استضافت المؤتمر، وتواجد عليها هؤلاء (للصيد فى الماء العكر)، واستخدام أساليبهم فى لى الحقائق للتشويش على نجاح مؤتمر القمة الذى أشاد به زعماء العالم، وهم يعلمون أنهم يدافعون عن قضية خاسرة، لأنه لا يجوز لكائن من كان التطرق إلى أحكام تصدر من القضاء تنفيذا لقوانين واستنادا لأدلة وأسانيد دامغة وقاطعة فى إطار مسار قضائى عادل ونزيه، وسبق لمصر أن تحدثت عن ذلك مراراً وتكراراً، ولكن من الواضح أن التكرار لا يتعلم منه الباحثون عن دفء الغرب وحنانه!!

عموماً إن الاستقواء بالخارج قضية قديمة، دأب عليها أهل الشر، واستخدمها الساعاتى حسن البنا بعد تأسيسه جماعة الإخوان عام 1928، ورفع شعار «المصالح مقدمة على الوطن»، وقام بتعليم التنظيم الاستقواء بالخارج، والاتصال بالغرب، وكان «البنا» على استعداد أن يقبل أى مطالب للقوى الأجنبية حتى لو كان ثمن ذلك إشعال الحروب الأهلية.

فى ثورة يوليو عام 1952، زعم الإخوان تضامنهم مع الثورة، وجعلوا أنفسهم جزءا منها، ثم طمعوا فى الحكم، واختلفوا مع جمال عبدالناصر، وحاولوا اغتياله عن طريق تحالفهم مع خصومه إقليمياً، ودولياً، واتفقوا مع الإنجليز على احتلال القطر المصرى بأكمله. وبعد ثورة 2011 حاولت واشنطن عبر السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة آن باترسون تدعيم الإخوان، وزعمت السفيرة أن الجماعة هى الوحيدة المنظمة والقوية فى مصر لرسم مستقبل الشرق الأوسط.

وعقب ثورة 30 يوليو 2013 التى أزاحت الجماعة الإرهابية عن السلطة، عادت الجماعة من جديد لممارسة دورها الطبيعى فى الخيانة والعمالة بإجراء زيارات متتالية للكونجرس الأمريكى ودول أخرى طمعاً فى العودة وإصدار تقارير مشبوهة لتشويه الثورة بعد أن لفظهم الشعب المصرى. حتى الشواذ الأمريكيون لجأت إليهم الإخوان وأحدهم كان مديراً لمنظمة هيومن رايتس ووتش المشبوهة لجأ إليهم الإخوان لتشويه صورة مصر، وطلب مساعدتهم على حلم العودة.

الخيانة مرض يسرى فى دماء الذين فقدوا الوطنية، وباعوا انتماءهم مقابل الدولار، وتفرغوا لتنفيذ أجندات خارجية هدفها السيطرة على القرار المصرى حتى ولو استفاد هؤلاء الفتات، ولكنه سيظل ديناً فى رقابهم عندما يلفظهم المصريون ويشيرون إليهم بأصابع الاتهام وهم يهرولون وراء السبوبة فى أى مكان على حساب القيم والشرف والكرامة، وعلى حساب الوطن الذى ولدوا فيه، واختاروا الارتماء فى أحضان الغدر والخيانة التى يفتحها لهم الغرب.

تحية للنائب المصرى الوطنى عمر درويش الذى واجه أهل السبوبة، ورفض محاولة استقوائهم بالخارج للى ذراع مصر والإفراج عن سجين جنائى رغم أن هناك سجناء غيره فى نفس القضية وغيرها، الموضوع فيه «إن»، هو محاولة لإفشال قمة المناخ التى استضافتها مصر، وحققت نجاحا فاق توقعات أهل الشر وأهل السبوبة فحاولوا تحريض المجتمع الدولى عليها عن طريق استغلال قضية السجين فى هذا الوقت. مصر ليس لها ذراع يتم ليها من أى قوة ولا يوجد سجين على رأسه ريشة، والعبوا غيرها!!