هموم وطن
لم يكن ارتفاع أسعار الدواجن لتقترب من سعر أربعين جنيها للكيلو مصادفة أو ضربة حظ للمربين أو جشع تجار، ولكن الأمر يختلف عن هذين الأمرين نظرًا لوجود عقبات أخرى منذ عدة أشهر، مهدت إلى أن تصل بنا إلى هذا السعر، ويتوقع الخبراء فى مجال تربية الدواجن أن تواصل ارتفاعاتها الكبيرة فى ظل الارتفاع المخيف فى أسعار الأعلاف، والتى تضاعفت أسعارها ١٠٠% خلال عام واحد فقط.
والسؤال هنا لوزير الزراعة السيد القصير ونائبه لقطاع الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى المهندس مصطفى الصياد، هل الدعم المقدم لمشروع البتلو، والذى وصل حتى الآن طبقا لتصريحكم إلى أكثر من 7 مليارات و77 مليون جنيه من العدل أن يتساوى مع الدعم المقدم لقطاع الدواجن، والذى يصل لنفس الرقم تقريبا؟.
مع العلم أن النسبة العظمى من قطاعات الشعب على اختلاف مستوياتهم المادية يستهلكون الدواجن لرخص أسعارها وسهولة تداولها بالمقارنة باللحوم البتلو التى لا يقبل عليها سوى الفئات ميسورة الحال، لذلك يجب التوسع فى دعم مشروعات الإنتاج الداجنى والتركيز على صغار المربين والتربية المنزلية التى أكد عليها محمود العنانى رئيس اتحاد منتجى الدواجن بأن نسبتهم تزيد على ٦٥% من إجمالى المربين، ولذلك يجب دعمهم تماشيا مع توجهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشجيع عمل المرأة الريفية ضمن برنامج حياة كريمة، وهو ما يجب أن يستثمره اتحاد منتجى الدواجن ويضع خطة طموحة تتعاون فيها قطاعات الزراعة والمحليات ومؤسسات المجتمع المدنى لدعم التربية المنزلية عن طريق تقديم دعم حقيقى للمرأة الريفية ليس فقط من خلال القروض الميسرة بفائدة بسيطة، ولكن عن طريق إشراف الطب البيطرى وتسويق منتجاتهم من الدواجن الطيور وبيض المائدة ودعم الأعلاف والأدوية ومستلزمات الإنتاج وستجنى فى التجمعات القروية بصورة مبسطة وبعيدًا عن جشع التجار والسماسرة الذين يحددون أسعارا تخدمهم وتخدم قطاعات بعينها عزمت على البيع بأسعار أقل من التكلفة حتى يخرج معظم المربين الصغار من المجال ليتسنى لهم رفع الأسعار بعد ذلك واحتكار الصناعة
لصالحهم رغم أن السوق يتسع للجميع، وإذا حققنا اكتفاء ذاتيا، كما حدث من سنوات عديدة فمن الممكن عدم الاعتماد على الاستيراد والبحث عن أسواق تصديرية خارج مصر لتصدير صناعة من أقدم الصناعات فى مصر، وللحديث بقية..