رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

تعتبر حرب السادس من أكتوبر 1973 من أعظم الحروب فى التاريخ المعاصر، لأنها قلبت كل موازين الخطط الحربية والدراسات العسكرية، وخيبت توقعات المحللين العسكريين الذين أكدوا أنه لا يمكن للجيش المصرى أن يكسب العدو الصهيونى الذى يحتمى وراء دفاعاته وتحصيناته الكبيرة وأسلحته المتطورة وعدم جاهزية الجيش المصرى لخوض الحرب وقلة تسليحه، ولكن ما حدث فاق كل التوقعات العسكرية عندما كسر الجيش المصرى فى هذه الحرب المجيدة أنف الجيش الإسرائيلى وحطم غروره، وأنهى أسطورة الجيش الذى كان يقال عنه إنه لا يقهر، ما زالت خطط هذه الحرب تدرس حتى الآن فى الأكاديميات العسكرية العالمية، وحتى احتفال مصر بالذكرى 49 للنصر الذى تحقق فى مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر عام 1973.. هذه الحرب المقدسة خاضتها مصر من أجل السلام القائم على العدل، والذى ما زالت تنادى به من خلال جيشها القوى المتطور.. جيش السلام وليس جيش العدوان.

سميت هذه الحرب فى مصر بحرب السادس من أكتوبر تيمناً بالشهر الميلادى الذى نشبت فيه الحرب، أو حرب العاشر من رمضان تيمناً بالشهر الهجرى الموافق لنفس التاريخ، وتعرف الحرب فى سوريا باسم حرب تشرين التحريرية، تيمناً بالشهر السريانى الموافق لتاريخ الحرب، فيما تعرف فى إسرائيل باسم حرب يوم الغفران نظراً لموافقة تاريخ بدء الحرب مع يوم عيد الغفران اليهودى.

كان اختيار الرئيس السادات يوم السادس من أكتوبر 1973 لعبور قناة السويس وبدء الهجوم على الجيش الإسرائيلى الذى كان يحتل سيناء، أحد عناصر المفاجأة التى شلت حركة إسرائيل فى الأيام الأولى للحرب، هذا اليوم كان يطلق عليه اليهود بالعبرية اسم «كيبور» أى الغفران، فى هذا اليوم تتوقف الحياة بشكل شبه تام وفقاً للتعاليم اليهودية، ويكون سكان إسرائيل فى المنازل يتأملون ويصومون وتظل أجهزة المذياع مغلقة، وكشفت دراسة لـ«الناتو» أن اختيار الساعة الثانية بعد ظهر يوم كيبور ساعة الهجوم، زاد عنصر المفاجأة أكثر، فإذا لم يحدث هجوم فى الفجر، يكون هناك ميل إلى الاسترخاء، أما الهجوم فى الغسق، فيتيح ضوءا نهاريا ضئيلا لا يساعد فى الاستفادة من المكاسب الأولية التى تتحقق.

وهذا ما حدث بالفعل، فقد أربكت المفاجأة إسرائيل التى لم تستطع انتزاع المبادرة على الجبهة الجنوبية «المصرية» إلا يوم 14 أكتوبر، أى بعد 9 أيام من بدء العمليات.

من أبرز أسباب قيام حرب أكتوبر 1973 هو تمادى الجيش الإسرائيلى بعد نكسة 1967 واحتلال شبه جزيرة سيناء ووضع قواعد إسرائيلية عليها.

ومن أهم نتائج الحرب، استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترجاع جميع الأراضى فى شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية، ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر، كما مهدت الحرب الطريق لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ،والتى عقدت فى سبتمبر 1978 على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية فى نوفمبر 1977، وزيارته القدس، كما أدت الحرب أيضاً إلى عودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975.

وثقت السينما المصرية لحظة النصر فى حرب السادس من أكتوبر بمجموعة من الأفلام، رصدت فترة الحرب وسجلت فى تاريخ السينما كعلامات معبرة عن تلك الفترة، والتى تعرض على شاشات التليفزيون المصرى فى شهر أكتوبر من كل عام احتفالاً بذكرى النصر، ومن هذه الأفلام: «حتى آخر العمر» و«الرصاصة لا تزال فى جيبي» و«أبناء الصمت» و«العمر لحظة» و«بدور» و«الوفاء العظيم» و«المواطن مصري»، وذلك بخلاف الأعمال العسكرية التى أعدتها إدارة الشئون المعنوية والأفلام القصيرة والأغانى الوطنية التى ما زالت تنتج حتى الآن.

كل عام ومصر من نصر إلى نصر، تزهو فى ثياب العزة والاستقرار، فكما انتصرت على الاحتلال الإسرائيلى وأعادت الأرض، وانتصرت على الإرهاب، وحققت الوحدة الوطنية، سوف تواصل مسيرة التنمية وتنتصر على الظروف الاقتصادية العالمية بفضل وحدة شعبها ووعيه ولفظه للإعلام المغرض والمأجور الذى يحاول الوقيعة بين المواطنين والدولة.