رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

لم يكن الطالب الصغير يعلم أن لقاءه بالقدير نجيب الريحانى سيغير كثيرًا من حياته، ليصبح واحدًا من كبار الفنانين المخضرمين فى المسرح والسينما، وأيضًا البرامج الإذاعية، حيث كان حلمه حينها الوقوف أمام العملاق « الريحاني»، إلى ان جاءته الفرصة ووجد نفسه وجها لوجه مع معشوقه ، فى زفاف شقيقته ، ولكن بسبب الحاجة فى الوقوف معه، صرخ فيه الريحانى قائلا: «يا ابنى حرام عليك مش عارف اتنفس منك»، وطلب منه حينها الابتعاد عنه، ولكن قام الإعلامى القدير «بابا شارو» بشرح الموقف للريحاني، وأوضح له أن هذا الشاب شغوف بالتمثيل وبمسرحه بشكل خاص، وهو ما قرب بعد ذلك بينهما .

بدأ فؤاد المهندس فى المواظبة على المشاركة فى بروفات مسرح الريحاني، وتوقع أن يتم الإعلان عن اسمه كواحد من نجوم الفرقة، إلا أن وفاة الريحانى حرمه من ذلك، ليقرر بعدها الانضمام لفرقة «ساعة لقلبك» مع عبد المنعم مدبولي، ليصنعا انقلابًا فى المسرح المصرى مع أوائل خمسينات القرن الماضي

وتنقل «المهندس» ابن حى العباسية عام 1924، بين السينما والمسرح ليشارك فى العديد من الأفلام، ومنها «الأرض الطيبة» مع مريم فخر الدين عام 54، وشارك فاتن حمامة «بين الأطلال» عام 59، كما شارك أيضا مع نجاة الصغيرة وصالح سليم بطولة «الشموع السوداء» فى عام 1962

وعلى الرغم من حصوله على البطولة المطلقة فى العديد من الأفلام، ومنها «أخطر رجل فى العالم» و»الراجل ده هيجنني» و»ربع دستة أشرار» و»أرض النفاق» و»هارب من الزواج» وغيرها، إلا أن ذلك لم يمنعه من مشاركة زملائه فى دور ثان، حيث ارتبط اسمه بصديق البطل فى العديد من الأفلام، ومنها «معبودة الجماهير» مع عبد الحليم حافظ، وغيرها من الأعمال

وارتبط اسم فؤاد المهندس بشويكار لسنوات طويلة، كونا خلالها ثنائيًا سواء على شاشة السينما أو على خشبة المسرح، إضافة للحياة الزوجية، حيث طلب المهندس منها الزواج على المسرح، وقال لها «تتجوزينى يا بسكوتة»، وقدما سويا أعمالًا مثل «سيدتى الجميلة» و»حواء الساعة 12» و»أنا وهو وهي»، وكانت شويكار هى الزوجة الثانية للمهندس بعد السيدة عفت سرور، والتى أنجب منها ولديه أحمد ومحمد

ساهم فى التليفزيون، سواء من خلال فوازير عمو فؤاد، والتى اشتهر بها، وكانت علامة فارقة فى مشوراه، وأيضًا من خلال الأعمال الدرامية التى قدمها مثل «عيون» و»العصافير» و»أحلام العنكبوت»، كما تخرج في مدرسته فى الكوميديا العديد من النجوم منهم عادل امام، ولذلك لقب بالأستاذ، واهتم أيضا بالأطفال سواء فى مسرحية «هالة حبيبتي» والتى عالجت قضية أطفال الملاجئ، وأيضا أغنيته الشهيرة «رايح أجيب الديب من ديله»

قصة حب فؤاد المهندس لشويكار، لم تنته مدى الحياة، وكذلك هى، ففى أحد حواراته يصفها المهندس قائلا: «تكمن قيمة شويكار الفنانة فى جمالها أولًا، وفى خفة دمها فى الأداء الكوميدى ثانيًا، أما قيمة شويكار الزوجة فإنها تبدو لى مثل السجاد العجمى كلما تقدم بالعمر تضاعفت قيمته، وبمرور الأيام يزداد إحساسى بها بأنها مكسبى فى الدنيا بعد فنى»، وتقول هى عنه:»ماحبتش حد زى فؤاد لأنه منحنى الحب والعطف والحنان والأمان». وبعد زواج دام 20 عاما، قرر الزوجان الانفصال؛ جسديا، وبقيت الأرواح فى حالة حب دائمة، وصداقة إلى أبعد مدى، وما بينهما كان أكبر من الحب والزواج كما تقول شويكار، حيث كان حب المهندس لها من نوع خاص تعلق بجاذبية عينيها الجميلتين، وروحها الخفيفة، واستمرا فى تقديم الأعمال معا حتى بعد انفصالهما.

رحل فؤاد المهندس فى 16 سبتمبر عام 2006، بعد إصابته باكتئاب شديد على رحيل صديقه ورفيق دربه عبد المنعم مدبولى بشهر واحد،  رحل بجسده فقط من الحياة، وبقيت أعماله فى عقل وقلب جمهوره، وبقى حبه فى قلب شويكار يزداد كلما مرت الأيام.

 

[email protected]