عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

وسط تزايد التوترات على المستويين العربى والإقليمى، وتراجع مستوى التنسيق العربى لحل القضايا الاستراتيجية لا سيما فى ظل الوضع فى سوريا ولبنان واليمن عادت قضية وجوب عودة سوريا إلى عضويتها فى الجامعة كقضية جوهرية فى الوقت الذى تجرى فيه الاستعدادات لتنظيم القمة العربية القادمة المقرر عقدها فى الجزائر فى نوفمبر القادم. اليوم نقول إن الأمور عادت أدراجها وتجاوزت الظروف التى برزت فى 2011، والتى كان لها تأثيراتها على كل المستويات أمنياً وسياسياً واقتصادياً. وهو ما حدا بعدد من الدول العربية تتصدرها الإمارات والجزائر والأردن والعراق إلى المطالبة بعودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية تصحيحاً للقرار غير الصائب الذى اتخذه وزراء الخارجية العرب فى نوفمبر 2011، متذرعين يومها باندلاع أزمة فى البلاد أثرت على كل النواحى فى الدولة ما أدى إلى إقصائها عن الجامعة. وعليه فإن عودتها اليوم من شأنها أن تضيف مصداقية أكبر للجامعة.

يحمد لدولة الإمارات ما دعا إليه وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد من عودة سوريا إلى محيطها العربى، وثنى على هذا بالزيارة التى قام بها إلى سوريا تعزيزاً للعلاقات بين الدولتين. ويحمد للجزائر دورها الإيجابى، حيث إنها لم تأل جهداً فى الدعوة إلى ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وواصلت العمل فى الكواليس وعلناً لتحقيق ذلك، وأكدت أن جلوس سوريا على مقعدها فى الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة فى عملية لم الشمل العربى، وتجاوز الصعوبات الداخلية. بل وأكدت أن عودة سوريا إلى الجامعة هو أمر إيجابى يجب اتخاذه فوراً لملء المقعد الذى غادرته منذ عام 2011. الجدير بالذكر أن الجزائر كانت أولى الدول التى تحفظت على قرار تجميد عضوية سوريا فى الجامعة. ودافع الرئيس الجزائرى «عبدالمجيد تبون» عن عودتها إلى الجامعة معززاً ذلك بكونها وفية لمبادئها، ولكونها إحدى الدول الرئيسية المؤسسة للجامعة.

يحمد لروسيا مساعيها الرامية إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث رأت أن عودتها خطوة مهمة للغاية من شأنها أن تعمل على إحياء دورها العربى فى مواجهة التدخلات التركية على أراضيها، وسيطرة الميليشيات الإرهابية على أجزاء منها. ومن ثم فإن عودتها إلى الحضن العربى هو المطلب الذى يجب أن يتم الاجماع عليه اليوم. لا سيما وأن المرحلة الحالية التى تمر بها سوريا على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية قد تجاوزت الظروف التى أحاطت بها فى 2011 الأمر الذى يدعم عودتها سالمة إلى الحضن العربى. ولا شك أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية تعد المدخل الحقيقى اليوم لإعادة إحياء التضامن العربى من جديد. ومن ثم لابد من أن تتوافر الإرادة السياسية لدى القادة العرب، وأن يجمعوا أمرهم على عودة سوريا إلى ساحة التضامن العربى، وأن يخرجوا من مستنقع التيه الذى سكنهم وإلا ستظل الأمة العربية منغمسة فى هذا التيه لعقود طويلة قادمة.