رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

الكاتب الغربى الفين توفلر صاحب كتاب (صدمة المستقبل) كتبه منذ خمسين عاما.. تاركا فيه مخاوفه من الصدمة الأكبر لاقتحام التكنولوجيا المتطورة فى كل جهات العالم وكل مجالاته. وصفها وقتها بالبركان المفاجئ.. وقد هاجمه البعض بأن هذا التطور ليس مفاجأة وليس بركانًا بأى شكل ولكنه برهن انه ليس فقط بالبركان، بل هو كارثة شاملة، لأن مفاجأة التطور ان شعوبا بأكملها مثل أمريكا واليابان قد أعدت تحت الأرض فى سرية تامة خرائط محكمة لحضارة جديدة تقرر خروجها إلى النور فى بداية عام ٢٠٠٠ لتكون الشكل المتطور الذى يسحب فى الحال الشكل التقليدى المتعارف علية منذ آلاف السنين.. هذا المقترح الذى قدمه مع توفلر العالم السويدى ادوارد كول حيث عاش فى اليابان سبع سنوات فى سنوات السبعينيات قضاها فى دراسة التكنولوجيا، وقد ترجم مجموعة من الأبحاث اليابانية اعتبرها علماء من ألمانيا بمثابة كنوز لم يكن يعرفها أحد الا قلة من المتخصصين الاكفاء فى هذه المجالات.

ولكن بعد مرور أكثر من نصف قرن على هذه الصدمات.. نجد اليوم ان أغلب ما قيل وكان بركانا كما تم الترويج له! قد صار كلاما عاديا وأن السنوات الخمس الأخيرة فقط نفخت النار على كل هذه النظريات، وقد تمكنت أمريكا وحدها من صنع صيغ جديدة فرضت على العالم تجريم من يقلدها أو يسعى إلى احتواء فحواها وخاصة من خلال عدوها اللدود - الصين- وانتشرت عدوى التمرد على النظريات الكلاسيكية أو على الأقل التقليدية. حتى وصلت إلى الطب النفسى بعد ان أعلن البروفيسور الأمريكى (والت هيولان) الذى يقوم بالتدريس فى جامعة أكسفورد الانجليزية ان تسعين فى المائة من نظريات العلاج النفسى أصبحت لونا بائسًا ومضحكًا للغاية، على ان هناك أساليب جديدة لعلاج أمراض الشيزوفرانيا والبارانويا والاكتئاب نجحت إلى حد مبشر وسالم جدًا، وهذه الأساليب تختلف تمامًا عن الأساليب القديمة أو التى لا تزال يتم العلاج بها فى أغلب البلاد.

ومنذ ان شكك أحد العلماء فى نظريات سيجماند فرويد والعلم فى حالة تمرد دائم فى كل المجالات حتى فى كتابة القصائد والأعمال الفنية والأدبية والثقافية.. تغير شكل المسرح الأمريكى والفرنسى والألمانى والانجليزى والروسى واليابانى، وقد كتب الشاعر الصينى المعاصر قصائده فوق جدران المعابد والأماكن الأثرية كجداريات نجحت كثيرًا.. وتحولت ندوات المناقشة إلى حلقات ميدانية يشارك فيها الجميع بكل اختصاصاتهم، وقد حصدت هذه الندوات الكثير من الأفكار غير التقليدية.

ما بعد الحداثة هو الهم الجديد الذى يسيطر على أحلام العلماء شرقًا وغربًا.. وان كان الاتجاه الأحدث هو الوصول إلى حلول متكاملة وحاسمة لقضايانا الجامدة والمتكلسة منذ عهود كثيرة.. فهل يمكننا ذلك؟

Nader nashed [email protected] gamail com