رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

أسس المدرس حسن البنا جماعة الإخوان بالإسماعيلية عام 1928، قدم البنا نفسه وجماعته، على أنها حركة إصلاحية، وسرعان ما انكشفت هذه الجماعة وتبين أنها جماعة راديكالية تشرع للعنف، وتعطيه صبغة دينية تحت ذريعة الجهاد.. وانكشف الإخوان على حقيقتهم فى أنهم تنظيم وظيفى تم تأسيسه لخدمة المصالح الغربية فى المنطقة.

عملت الجماعة بوجهين الأول هو الوجه الظاهر لعامة الناس والجماهير، حيث قدموا أنفسهم كمصلحين اجتماعيين، وكقوة معارضة. أما الوجه الثانى فتمثل فى إنشاء الجهاز السرى للجماعة الذى كانت مهمته تنفيذ العمليات الإرهابية والاغتيالات ونشر الخوف، تبنت الجماعة نهج الإرهاب والعنف باعتراف مرشدها الأعلى مصطفى مشهور، الذى قال بضرورة استخدام العنف والقوة المسلحة، وذكر فى إحدى محاضراته: «لن يتحقق النصر إلا من خلال الإرهاب والتخويف، ويجب ألا نستسلم للهزيمة النفسية».

العلاقة الحرام بين بريطانيا والإخوان بدأت منذ نشأة الجماعة بدعم الدولة الإنجليزية لحسن البنا بأموال طائلة لإفساد القومية العربية. وكان أول دعم مالى حصل عليه «البنا» 500 جنيه مصرى من شركة هيئة قناة السويس المملوكة للحكومتين البريطانية والفرنسية فى ذلك الوقت، وكان هذا المبلغ كبيرًا فى ذلك التاريخ، واستغله البنا فى بناء مسجد الإخوان بالإسماعيلية وتوطدت العلاقة بين لندن والإخوان بإصدار لندن قانوناً يمنح اللجوء السياسى لأعضاء التنظيم، ورفضت الحكومة الإنجليزية تقريرًا أعدته لجنة بريطانية طالبت فيه الحكومة البريطانية بإدراج الإخوان كمنظمة إرهابية، وأكد التقرير أن وجود الإخوان فى لندن يعرض الدولة لبعض المشكلات.

المصالح المشبوهة كانت وراء حرص بريطانيا على علاقتها مع الجماعات الأصولية لإيجاد حليف استراتيجى لها فى بعض المناطق لتنفيذ سياستها التوسعية، والاستفادة من إمبراطورية الإخوان المالية فى بريطانيا وأوروبا بشكل عام، واستخدام بريطانيا دعم الجماعات الإسلامية كذريعة للتدخل فى شئون الدول الأخرى. ففى حين توفر بريطانيا الغطاء الشرعى والسياسى للجماعة، فإن جماعة الإخوان توفر لها استثمارات بمليارات الدولارات، كما تمر أموال التبرعات العالمية للإخوان عبر الأراضى البريطانية.

وقدمت الجماعة نفسها للمجتمعات الأوروبية على أنها بديل للحركات الدينية وحركات القومية العلمانية والأحزاب الشيوعية فى مصر والشرق الأوسط، لجذب انتباه كل من يريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارهما القوتين الكبيرتين على الساحة فى فترة ظهور الإخوان.

وكشف وثائق تم رفع السرية البريطانية عنها، أن العلاقة بين بريطانيا والإخوان هدفها إفشال المنطقة العربية، وإدخالها فى أتون المعارك السياسية والحزبية الطاحنة بهدف تفتيت المنطقة وإدخالها فى دوامة من الفوضى اللا نهائية.

فالتاريخ يشهد على تمويل بريطانيا لجماعة الإخوان فى مصر لإسقاط حكم جمال عبدالناصر، كما تآمرت بريطانيا مع الإخوان على اغتياله فى حادث المنشية، كما أجرت بريطانيا اتصالات سرية مع الإخوان وعدد من الشخصيات الدينية للإطاحة بعبدالناصر خلال العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، وكان اعتقاد المسئولين البريطانيين فى ذلك الوقت يركز على احتمالية تشكيل الإخوان الحكومة الجديدة بعد الإطاحة بعبدالناصر.

كما تآمر الإخوان على حزب الوفد تارة بمساندة القصر وتارة أخرى بمساندة شخصيات معادية للوفد مثل إسماعيل صدقى، حاول البريطانيون إجهاض ثورة 1919، عندما شاهدوا المصريين يلتفون حول الزعيم سعد زغلول فبدأوا يلعبون بورقة الدين لتفرقة هذا التلاحم الشعبى لضرب الثورة وبدأ الإخوان ينخرون كالسوس فى جسد مصر ورفعوا شعارات دينية وليست وطنية، فإذا هتف المصريون لبلدهم: «أنتِ غايتى والمراد» هتف الإخوان «الله غايتنا».

فعلا عندما يجتمع الدهاء والخبث مع المزايدات الدينية ويرقص الإخوان مع الشيطان على حساب القيم والأمن الوطنى يتهدد ويتزعزع الاستقرار، حمى الله مصر من كيد جماعة الإرهاب ومن كيد الطامعين فيها.