عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

حقيقة مرور مصر بأزمة اقتصادية لا ينكرها إلا جاهل أو مغيب عن الوعى، بغض النظر عن أسباب هذه الأزمة وهى بالأساس أزمة كورونا التى تواصلت لنحو ثلاث سنوات، ثم الحرب الروسية فى أوكرانيا والتى أجهزت على البقية الباقية من الاقتصاد الدولى الذى كان يترنح على وقع كورونا، ومصر جزء من هذا الاقتصاد، تؤثر فيه وتتأثر به وإن كان تأثرها أكثر بالطبع.

غير أن هذا شىء وحالة السيولة فى الرؤى على خلفية هذه الأزمة تدعو المرء للدهشة والشك فى الكثير مما يقال له وتجعله يعيش حالة من الريبة، وهى حالة يعمل على تعزيزها أطراف مختلفة بقصد أو دون قصد، بهدف الدفاع أو بهدف الهجوم، من أجل المعارضة أو من أجل تقويض مواقف تلك المعارضة. المهم أن النتيجة واحدة فى كل الأحوال وهى تلك الضبابية التى تجعل المرء على غير ثقة بما سيأتى له به غده.

الأمثلة كثيرة وقد تضحك من قلبك على بعضها، وقد تدمع عيناك على الأخرى. خذ مثلا نصيحة الإعلامى يوسف الحسينى بشأن الدولار وتحويله قبل ١٥ سبتمبر الجارى. طبعا النصيحة ممكن تكون على هذا النحو واردة فى المطلق باعتبار ان تخزين الدولار يمكن أن يعبر عن شىء من افتقاد الوطنية وإن كان يعبر عن حس اقتصادى بالطبع. لكن الإيحاء بأن النصيحة تأتى على خلفية رؤية اقتصادية أمر يفتقد للمنطق لأنه ليس هناك مؤشرات على إمكانية حدوث تحول دراماتيكى فى سعر الجنيه أمام الدولار.

ولأن الأمر كذلك فقد حاول الحسينى أن «يمنطق» كلامه بالخروج على الجمهور مجددا وتوضيح أن كلامه جاء بناء على تقارير بقدوم استثمارات أوروبية إلى مصر فى الفترة القادمة. والرد أنه حتى لو كان هذا صحيحا فإن فى تصريح الحسينى مغامرة تعبر عن رهان احتمالات خسرانه أكثر من كسبه.

خذ مثلا آخر.. فلو أنك تعتمد تقارير المنظمات الاقتصادية الدولية فى تحديد موقفك باعتبار صدقيتها وشفافيتها، وهى كذلك بالفعل، إلا أن البعض منها ربما ينطبق عليه مقولة أنه ليس كل ما يلمع ذهبا، حيث إن بعض تقارير مثل هذه المنظمات قد يجانبها الصواب وقد تكون مغرضة، غير أن المفاجأة، ربما بالنسبة لى، أن يصل الأمر إلى الحد الذى أشار إليه الدكتور محمد معيط وزير المالية فى تصريح له من أنه خلال الفترة الماضية صدر أكثر من 150 تقريرا دوليا ينقل صورة سلبية لا تعكس الحقيقة عما يحدث فى مصر.

فى تقديرى الشخصى أن الرقم قد يكون مبالغا فيه، أو أنه ربما يتضمن تقارير لا تدخل فى عداد الدولية بالمعنى المفهوم، غير أن وجود مثل هذا الأمر حتى لو كان الرقم محدودا يثير المخاوف من موضوعية الكثير من المنظمات التى تصدر مثل هذه التقارير وخاصة فى ضوء تأكيد معيط أن هناك من يستهدف أمن واستقرار الدولة المصرية.

لكن المشكلة على جانب معيط أنه يبدو أن نطاق الرؤية اتسع معه بعض الشىء فراح يشير إلى أن «اللى بره بيحسدنا على اللى إحنا فيه». طبعا الحمد لله على كل شىء ومصر تعيش أوضاعا مواتية على أصعدة عدة لكن ليست إلى درجة أن «اللى بره يحسدنا». وإن كان هذا لا يعنى ضرورة جوب العمل على الوصول إلى تلك الحالة حتى برؤية وزير المالية القائمة على «التكاتف فى مواجهة الأزمة بأن نحافظ على بلدنا كى نعبر الظروف الصعبة ونصل إلى بر الأمان». اللهم انصر مصر وارفع رايتها بين الأمم.. آمين.

[email protected]