كاريزما
برغم الحروب الدائرة والأزمات الأوروبية الا ان التشيك وألمانيا اصرتا على الاحتفال بالذكرى المئوية للكاتب فرانس كافكا (٣ يوليو١٨٨٣- ٣ يونيو ١٩٢٤) ولد فى التشيك وعاش فى ألمانيا وكتب اعماله باللغة الألمانية. وهذه الأيام تمر ٩٨ عامًا. وبدأت الاحتفالات بمجموعة مقالات عن إنتاجه الذى أثار جدلًا كبيرا فى عالم الأدب. بعض النقاد أطلقوا عليه الأدب التشاؤمى.. وآخرون أطلقوا عليه أدب العبث.. ولكنه فى النهاية أصبح أحد أهم رموز الأدب الألمانى برغم عمره القصير الذى لم يتجاوز ٤١ عامًا الا انه كان غزير الانتاج وترك روايات ومجموعات قصصية جعلته أحد أهم أدباء ألمانيا.
أول أعمال كافكا كانت ثمانى قصص قصيرة نشرت فى العدد الأول من مجلة هايبيرون الأدبية، آخر قصص كافكا كانت «جوزفينة المغنية» أو شعب الفئران عام ١٩٢٤ وقبل رحيله بشهرين فقط.
ولكن تظل رواية «المسخ» مثار جدل شديد. كتبها عام ١٩١٥ واعتبرها أغلب النقاد أهم ما كتب. وهى رواية فلسفية قصيرة تقع فى سبع وأربعين صفحة. ونشرها فى مدينة لايبزغ التى ولد فيها، حيث أصر على ان يطبع أعماله التى لم تطبع فى ألمانيا.. فى موطنه الأساسى خاصة ان ناشره هناك رحب بطبع كل أعماله وقد انتشرت اعماله بصورة سريعة وضخمة.
وعودة إلى رواية «المسخ» فقد نجحت بسبب انحيازها للبسطاء، فهى تعبر عن الحياة التعيسة التى عاشها العمال والموظفون فى هذا الزمن، حيث لا توجد أية ضمانات لهم، ورسم كافكا بطل روايته جريجور سامسا نموذجا للوعى الذى يستيقظ فإذ به يجد نفسه وقد تحول إلى حشرة كبيرة فعاد إلى النوم مرة أخرى محاولا اقناع نفسه بأنه فى كابوس. وكلما حاول تغيير مكان نومه يجد نفسه مستلقيا على ظهره. وأثناء هذه المشاهد العبثية السريالية يتأكد انه ليس الموظف أو التاجر المتجول الذى يمتلك كل المقومات السيكولوجية لكى يؤدى واجبه.
جريجور سامسا يرمز للبروليتاريا، وقسوة الحياة بعيدًا عن الأنظمة التى تضمن حقوق الإنسان يقول كافكا (وكأنه ترك نفسه يموت أعاد تشكيل هويته البشرية. ولكونه المسخ كان يجب أن يموت. وبعدها يصبح كل شىء على ما يرام (ومات كافكا بعد فترة مرض لم تطل قضاها فى بلدته براغ ومات هناك يوم ١١ يونيو ١٩٢٤ وكتب طبيبه عنه) وجهه صارم مترفع مثلما كان ذهنه نقيا وجه ملك من نسب لأكثر الأنساب نبلا وعراقة.
Nader nashed 7777a gamail com