رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

 

 

الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة.. الدين والوطن للجميع.. بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى، وغيرها الكثير من القيم والمبادئ التى رسخها زعماء الوفد وأسست للدولة الوطنية المصرية فى أعقاب ثورة 19.

* أمس الأول كانت ذكرى رحيل زعيمى الأمة سعد زغلول ومصطفى النحاس اللذين قادا تيار الحركة الوطنية المصرية لأكثر من نصف قرن، وصنعا فيها المجد لهذا الوطن.. والواضح أن سعد زغلول قد تأثر بدراسته فى الأزهر وتتلمذه على يد الإمام جمال الدين الأفغانى والتصاقه وصداقته للإمام محمد عبده، وكانت الثورة العرابية سبباً لتلهب فيه حماس الشباب، ويلقى القبض عليه وحبسه عدة أشهر وبعد الإفراج عنه يتجه إلى مهنة المحاماة التى رفع من شأنها وأهميتها، لأنه لم يقبل الدفاع عن باطل، ولم يرفض الدفاع عن حق، وبعد انتقاله للعمل فى القضاء، ترسخت لديه فكرة التمصير وإنشاء الجامعة المصرية، ودعا لاجتماع فى بيته، وبدأ بالتبرع بمائة جنيه وانتهى الاجتماع بجمع 4485، وبعدها تولى وزارة المعارف، واتخذها ستاراً لجولاته فى الأقاليم لشحذ همم المصريين، وفى العام التالى 1907 ترأس أول جمعية عمومية لإنشاء النادى الأهلى فى مواجهة نادى الإنجليز - السكة الحديد - وبعد أن تولى وزارة الحقانية (العدل) عمد إلى تمصير المحاكم وترسيخ حق المقاومة، وفى عام 1914 انتخب وكيلاً للجمعية التشريعية - البرلمان - وبدأ فى المواجهة الفعلية مع الإنجليز والمطالبة باستقلال مصر ليتم القبض عليه ونفيه ورفاقه إلى جزيرة مالطة، وتنفجر شرارة ثورة 1919 من مدرسة الحقوق، وتعم القطر المصرى كله ويضطر الإنجليز لإعادته إلى مصر ويخرج الشعب المصرى بكامله لاستقباله وتسطر جريدة التايم البريطانية عنوان - سعد أعظم رجل فى الكون - وتحصل مصر على استقلالها عام 1922 بعد إنهاء الحماية البريطانية وسقوط الولاية العثمانية وتتحول مصر إلى مملكة دستورية ويؤسس دستور 1923 للدولة الوطنية المصرية، وتحرير المرأة المصرية وحقوقها فى العمل والتعليم والمشاركة السياسية، ويرسخ الدستور لدولة المواطنة والمساواة والحريات العامة وحرية الصحافة وحرية إنشاء الأحزاب والتعددية السياسية، وقواعد بناء اقتصاد وطنى، وتجرى أول انتخابات تشريعية، ويكتسح الوفد الانتخابات ليشكل الزعيم سعد زغلول حكومة الشعب عام 1924 ويظل فى كفاحه حتى وفاته عام 1927 ويستكمل مشواره الزعيم مصطفى النحاس.. وفى أول اجتماع للوفد المصرى برئاسة مصطفى النحاس أصدر بياناً للأمة المصرية ملخصه - أيها المصريون إن الوفد المصرى وقد كان أول مظهر لنهضتكم وأجرأ وثبة إلى مجدكم، سيبقى أميناً على عهده ولن يترك ميدان الشرف حتى يتحقق مجد البلاد باستقلالها التام، وبعد أسبوع واحد اصطدم النحاس مع الملك والإنجليز، وتضطر بريطانيا لتوقيع معاهدة صداقة مع مصر وإجلاء قواتها إلى مدن القناة لحماية المجرى الملاحى الدولى، وظل الوفد فى صراع من أجل ترسيخ حقوق الشعب المصرى واستطاع ترسيخ حقوق العمال ومجانية التعليم، وترسيخ الحريات العامة وحرية الصحافة وتعظيم الاقتصاد المصرى وإنشاء جامعة الدول العربية وإرسال البعثات والمنح والمساعدات إلى الدول العربية، وشهدت مصر فى هذه الحقبة إبداعاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً وفنياً وأدبياً حتى أصبحت القاهرة قبلة الشرق ومنارتها.. ويستمر صراع النحاس مع الملك والإنجليز ويعلن إلغاء معاهدة 36 واعتبار القوات الإنجليزية فى مدن القناة غير شرعي ويطلق المقاومة ضدها، وتقدم الشرطة المصرية أروع المثل فى الوطنية والفداء يوم 25 يناير 1952 فى مواجهة قوات الاحتلال وفى اليوم التالى يتم تدبير حريق القاهرة وإقالة حكومة الوفد، وبعد قيام ثورة يوليو 52، يعيش زعيم الأمة مصطفى النحاس وحيداً فقيراً فى بيته حتى وفاته عام 1965 لتخرج جموع الشعب المصرى فى وداعه بالهتاف- عشت زعيماً ومت زعيماً يا نحاس.

رحم الله زعماء الأمة وكل شهدائها البواسل.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد