رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطلق سلمان رشدى على نفسه لقب «الملحد المتشدد»، رغم أنه ينحدر من عائلة مسلمة ليبرالية، ويصف نفسه بأنه كان مسلماً ساقطاً، رغم أنه «شكلته الثقافة الإسلامية أكثر من أى ثقافة أخرى».  ولكن وجهة نظره هى وجهة نظر الإنسان العلمانى. لا يؤمن بالكيانات الخارقة سواء كانت مسيحية أو يهودية أو مسلمة أو هندوسية.

يدعى رشدى أنه يدعو إلى تطبيق النقد الأعلى، الذى كان رائداً فى أواخر القرن التاسع عشر. وفى مقال رأى له نشر فى الواشنطن بوست والتايمز فى منتصف أغسطس 2005، دعا رشدى إلى إصلاح الإسلام!.

حيث يرى أن ما نحتاج له هو تجاوز التقاليد، ليس أقل من حركة إصلاحية لجلب المفاهيم الأساسية للإسلام إلى العصر الحديث، إصلاح إسلامى لمحاربة ليس فقط الأيديولوجيين المتطرفين، ولكن أيضاً المعاهد الدينية التقليدية، وإطلاق العنان للانفتاح. لكى يتمكن المسلمون من دراسة نزول دينهم كحدث داخل التاريخ، وليس فوقه بشكل خارق.

رشدى ناقد للنسبية الأخلاقية والثقافية. ويفضل تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، ويتجادل باستمرار فيما هو خطأ وما هو صواب. مؤكداً أننا نحتاج جميعاً، مهما كانت خلفيتنا، إلى أن نفحص باستمرار القصص التى نعيش بداخلها ونعيش بها. فكلنا نعيش فى قصص، وهذا ما يسمى بالروايات الكبرى. الأمة قصة، والأسرة قصة. والدين قصة. نحن جميعاً نعيش داخل هذه الروايات ومعها. ويبدو له أن تعريف أى مجتمع حى نابض بالحياة هو أنك تتساءل باستمرار عن تلك القصص. أن تتجادل باستمرار حول القصص. فى الحقيقة الجدل لا يتوقف أبداً. فالحجة نفسها هى الحرية. ليس الأمر أنك توصلت إلى استنتاج عن هذا الموضوع. ومن خلال هذه الحجة تغير رأيك أحياناً... وهكذا تنمو المجتمعات. وعندما لا يمكنك إعادة سرد قصص حياتك، فإنك تعيش فى سجن. وشخص آخر يتحكم فى القصة.

رشدى من دعاة السخرية الدينية. وأدان إطلاق النار على موقع شارلى إبدو ودافع عن النقد الكوميدى للأديان فى تعليق نشر فى الأصل على موقع القلم الإنجليزى؛ حيث وصف الأديان بأنها شكل من أشكال القرون الوسطى. ووصف رشدى الهجوم بأنه نتيجة «الشمولية الدينية» التى تسببت، حسب قوله، فى «طفرة قاتلة فى قلب الإسلام».  

ويرى أن الدين، شكل من أشكال القرون الوسطى من اللامعقولية، وعندما يقترن بالأسلحة الحديثة يصبح تهديداً حقيقياً لحرياتنا. لقد أحدث هذا الاستبداد الدينى طفرة قاتلة فى قلب الإسلام. وأنه وقف مع شارلى إبدو، للدفاع عن فن التهكم، الذى يرى أنه قوة من أجل الحرية وضد الاستبداد والخداع والغباء.

فى أعقاب الجدل حول الرسوم الكاريكاتورية عن الرسول عليه الصلاة والسلام فى جيلاند بوستن فى مارس 2006، التى اعتبرها الكثيرون صدى للتهديدات بالقتل والفتوى التى أعقبت نشر آيات شيطانية فى عام 1989؛ وقع رشدى على بيان «معاً فى مواجهة الشمولية الجديدة»، وهو بيان يحذر من مخاطر التطرف الدينى. ونشر البيان فى شارلى إبدو. أثار نشر آيات شيطانية فى سبتمبر 1988 جدلاً فورياً فى العالم الإسلامى بسبب ما اعتبره البعض تصويراً غير محترم للنبى.

ويصور الفصل الرابع من الكتاب شخصية إمام فى المنفى يعود لإثارة ثورة من أهل بلده دون مراعاة لسلامتهم. وفقاً لابن الخمينى، لم يقرأ والده الكتاب أبداً. وبسبب رشدى قطعت المملكة المتحدة وإيران العلاقات الدبلوماسية. وكشرط مسبق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المتحدة، أعطت الحكومة الإيرانية، التى كان يترأسها آنذاك محمد خاتمى، تعهداً علنياً بأنها «لن تدعم ولا تعرقل عمليات اغتيال رشدى». ولكن الحرس الثورى أكد أن عقوبة الإعدام الصادرة بحقه ما زالت سارية. بل إنه كان يتلقى «نوعاً من بطاقة عيد الحب» من إيران كل عام فى 14 فبراير لإخباره بأن الدولة لم تنسَ العهد بقتله

على الرغم من التهديدات الموجهة إلى رشدى شخصياً، إلا أنه قال إن عائلته لم تتعرض للتهديد مطلقاً، وأن والدته التى عاشت فى باكستان خلال السنوات الأخيرة من حياتها، تلقت تدفقات من الدعم.

الطريف أن الحارس الشخصى السابق لرشدى، رون إيفانز، خطط لنشر كتاب يروى سلوك سليمان رشدى حينما كان مختبئاً. مؤكدا أن رشدى حاول الاستفادة مالياً من الفتوى، وكانت لديه ميول انتحارية.