رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

معلوم أن صوم السيدة العذراء الذى نعيش أيامه الروحانية الرائعة هذه الأيام قد صامه آباؤنا الرسل، فعندما عاد توما الرسول من التبشير فى الهند سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد تنيحت، فقال لهم «أريد أن أرى أين دفنتموها!» وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك، فابتدا يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدًا.. فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى، فأصبح عيدًا للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطى..

ولأن السيدة العذراء تعيش فى قلب ووجدان شعبنا المصرى، فقد كان لها النصيب الأوفر فى تراثه الشعبى.. فى كتابه الرائع «الفولكلور القبطى»، يذكر الكاتب والباحث والروائى الرائع «روبيرالفارس» أن مديح المسيحيين العذراء بالموالد التى تقام للعذراء، ينشد المسيحيون لظهور العذراء، حيث يُعد من الأحداث التى يقدسونها ويتباركون بها: نورك بان ياعدرا ع الصلبان يا عدرا نورك فج يا عدرا.

هناك العديد من المواويل والأغانى الشعبية التى تتردد فى الموالد وتهدف إلى تقديم رسالة أخلاقية واضحة للمسيحيين كالتى تحثهم على الصبر: عليها حمامة قبتك ياعدراء والحمامة تقول ياما الصبر ياما

عليها غريب يا قبتك يا عدراء والغريب يقول ياما الصبر طيب

ومن الأغانى والتراتيل التراثية التى يرددها المسيحيون حبًا بالسيدة مريم: أحمر يا بلح أصفر يا ليمون وسبانى حبك يا فخر الرتب موسى راءك يا مريم عجب من عجب والصلبان تضوى يا مريم والأكاليل دهب.

ويؤكد «الفارس» أن قصائد ومواويل وأغانى المديح تعد جزءاً هاماً وكبيراً من الفلكلور المصرى الذى ارتبطت به العامة من المصريين ورددته وتوراثته الأجيال، وعن سبب عدم تداول ذلك المديح بين المسيحيين بما يضمن استمراره، يقول «الفارس»: «إنّ ذلك الفن يحمله المسنون من المسيحيين وهم يغادرون الحياة دون أن يورثوه للجيل الجديد من المسيحيين نظراً لعدم موافقة الكنيسة على وجوده، وذلك يؤثر سلباً على الفلكور المصرى عمومًا».

لاشك أن الاحتفاء المصرى بكل ما يتعلق بالسيدة العذراء يدعمه حالة احتفاء الكتاب المقدس والقرآن الكريم بسيرتها ووجودها، فبرغم حالة التغييب للتاريخ القبطى فى مناهج التعليم وعبرالكثير من وسائط الميديا إلا أن وجود سورة باسم السيدة العذراء مريم، وهى السورة الوحيدة التى يتم تخصيصها لسيرة امرأة، فهى الحالة الأبرز التى يُعلم بها المواطن المصرى المسيحى والمسلم منذ طفولته المبكرة «وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (42) يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين (43)». وعليه جمعتنا مريم العذراء على حبها، وكان لها فى وجداننا تلك المكانة الرائعة، وانعكس ذلك فى وجداننا الشعبى والإنتاج الفولكورى الشبه موحد نشهده فى امسيات وليالى وموالد واحتفاليات السيدة العذراء مريم.