كاريزما
كتابان صدرا فى نهايات الستينيات للدكتور احمد مرسى (١٩٤٤- ٢٠٢٢) ولم أقرأهما إلا فى التسعينيات بعد ان تعرفت إلى المؤلف نفسه فى أعقاب إحدى الندوات. والحقيقة ان بمعرفتة اكتملت بداخلى جوانب كثيرة كانت مجهولة عندى بالنسبة للأدب الشعبى وبالخوض فيه عرفت اننى دخلت عوالم جذابة من الضرورى الدخول فيها، خاصة انها افادتنى فى كتابة القصائد والتنوع فى أسرارها ومفرداتها خاصة ان الأدب الشعبى ولود لا تنتهى حكاياته -وأقصد بحكاياته- تلك الجوانب المختبئة بين حنايا هذه الحواديت التى تتفرع لتلقى بظلالها على مثيلاتها من الحكايات الشعبية فى بلاد اخرى، وخاصة تلك البلاد التى تكون حكاياتها الشعبية جزءا من تكوين شعوبها مثل بلاد الهند واليابان والصين.
اما الكتابان اللذان تأثرت بهما لأحمد مرسى فهما: (الأغنية الشعبية: دراسة ميدانية فى منطقة البرلس صدر عام ١٩٦٦) و(المأثورات الشعبية الأدبية: دراسة ميدانية فى منطقة الفيوم وصدر عام ١٩٦٩).
كتاب الأغنية الشعبية فى البرلس صدر عن المكتبة الثقافية ويختار فيه المؤلف مجموعة من الأغانى والمواويل التى تميز البرلس لما تحتويه من غزارة وتنوع ما بين أغانٍ شعبية أو ديني، كما يكثر مدح الرسول فى هذه الأعمال.
الكتاب الثانى لمرسى هو دراسة ميدانية فى منطقة الفيوم. طبعا، فهو يتعرض للموروث الشعبى الغنى فى هذه المدينة التى تجمع آثار مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية، ووسط هذا الزحام الفريد من نوعة تتجسد مفردات شعبية وفلكلورية عجيبة يندر ان تجد مثيلا لها فى أى حضارة أخرى. والحقيقة ان الدكتور أحمد مرسى كان حريصًا على مدى دراساته المتنوعة -خلال أكثر من نصف قرن من الزمان- على دعم أعماله بتحقيق علمى شامل لمسح أهم مساحات الخريطة المصرية شرقًا إلى غرب وشمالا إلى جنوب.. ذلك ان موروثنا الشعبى ملىء بكم زاخر من كنوز تختفى عن كثيرين.
أتمنى ان تتنبه وزارة التربية والتعليم إلى كتب الدكتور مرسى، خاصة ان الوزير الدكتور طارق شوقى حريص على تطوير مناهج التعليم وتحريك عقول التلاميذ نحو النهوض بتاريخ وتراث مصر الحضارى.
أحمد مرسى الذى ودعناه منذ أيام.. قدم للمكتبة العربية تراثا رائعا من الدراسات المهمة. التى كانت -ولاتزال- نبعا فياضا من العلم والفكر الشعبى ومحركا لأبحاث كثيرة استمدت عمودها الفقرى من اعماله، فهو أحد أعمدة المهمومين بالموروث الشعبى وربطه بالأدب ودراسات الأدب الشعبى المقارن.
Nader nashed [email protected] gamail com