رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

رغم ما كانت تشير إليه الصورة العامة على نحو ما أوضحناه فى مقالين سابقين، من أن الهدوء هو سيد الموقف بشأن ازمة سد النهضة، إلا أن المتابع للموضوع سيلحظ ان هناك زخما بشكل أو بآخر على مستوى طرحه من قبل مصر فى محاولة للتوصل إلى حل للأزمة، وقد يبدو هذا الأمر منطقيا فى ضوء صعوبة أن يمر المشهد فى الهضبة الإثيوبية دون رد فعل من القاهرة، باعتبار أن غياب مثل ذلك الرد قد يكون له نتائج سلبية على موقف مصر التفاوضى.

صحيح ان هناك بعض الملاحظات التى يمكن ان ترد على هذا الاقتراب، خاصة مع إشارة الكثير من المصادر إلى ان اثيوبيا تواصل عن جد وسعى دؤوب مساعى تحقيق تقدم فى عمليات البناء، سواء بتعلية الممر الاوسط أو تخزين مياه، وهو ما يقدره البعض بنحو مليار متر مكعب حتى الآن، فيما يشير أخرون إلى ان ما تم تخزينه يقدر بمليارى متر معكب من إجمالى خمسة مليارات مستهدفة هذا العام. غير أن هذه المساعى تواجه بتحرك مصر الهادئ لتطويق اية تأثيرات غير مواتية على موقفها المائى. ولعله فى هذا الصدد تأتى زيارة المبعوث الامريكى للقرن الأفريقى للقاهرة أمس الاول، وتأكيده التزام واشنطن بأمن مصر المائى ودعم واشنطن لجهود تسوية الأزمة، وكذلك زيارة الرئيس الصومالى للقاهرة ومباحثاته مع الرئيس السيسى والذى حرص على طرح قضية سد النهضة، سواء فى المفاوضات أو فى تصريحاته بعد المباحثات، مؤكدا ضرورة التوصل بلا إبطاء إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، استنادًا إلى البيان الرئاسى الصادر عن مجلس الأمن الدولى فى سبتمبر الماضى حفاظا على الأمن والاستقرار الإقليمى، وهو امر يشير إلى قلق مصر غير المباشر من تطور الأزمة فى مسار ترفضه.

قد يرى البعض أنه لا جديد فى موقف القاهرة فى ضوء ملاحظة جانبين مهمين فى التصريحات المصرية بشأن مسار الأزمة، وهما التأكيد على أن يحقق السد مصلحة الدول الثلاث المنخرطة فى الأزمة، وهو ما يوضح أن موقف مصر لا يستهدف الإضرار بإثيوبيا بقدر الحفاظ على أمن البلاد المائى، وهذا موقف مصرى ثابت منذ سنوات. وفى الوقت ذاته التأكيد على ان المسار التفاوضى هو الخيار الوحيد فى التعاطى مع الأزمة.

قد يكون المعنى الذى يمكن ان يخرج به البعض من هذه الصورة، أن الأمور ربما لم تتحرك إلى الأمام كثيرا، وربما يكون ذلك صحيحا من زاوية محددة، هى أنه لا يوجد حوار مباشر حتى الآن بين أطراف الأزمة على نحو ما دعا بيان مجلس الأمن المشار اليه، وأن اديس ابابا تتعامل مع الازمة بمنطق أذن من طين واخرى من عجين.

غير ان الرؤية الاخرى للتعاطى مع الازمة تقوم، فى حدود القراءة لها من طروحات عديدة، على اساس انه فى الازمات المستحكمة التى تحكمها ابعاد دولية معقدة ومستحكمة، فإن صوت الحكمة يبقى هو الأفضل.

أيا كان الموقف، فإن كل المؤشرات تشير إلى أن مصر قدمت كل ما يمكن بشكل قد يثير دهشة البعض من ان صبرها لم ينفد، وهو الامر الذى نتمنى الا توصلنا السياسات والتعنت الإثيوبى إليه.

[email protected]