رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وقعت فى حيرة شديدة أثناء كتابة هذه السطور، ومن أين أبدأ معكم هذا المقال، وسرعان ما حدثتنى نفسى أن أشارككم هذه الحيرة بكل تفاصيلها، قررت فى بداية الأمر الحديث عن واقعة زيارة مراسل قناة 13 الإسرائيلية «جيل تمارى» ووجوده فى مكة، ودخوله عبر المسار الخاص بالمسلمين خلال موسم الحج، وبذلك يكون- كما قال- أول صحفى إسرائيلى ينقل هذه اللقطات بالعبرية من هذا المكان المقدس.

وتغيرت وجهتى، وتساءلت: لماذا لا أبدأ بالحديث عن الرئيس الأمريكى «جو بايدن»، وما أشار إليه بصيغة المضارع بإصابته بالسرطان، ثم سرعة نفى وتوضيح البيت الأبيض هذا الفهم الخاطئ، منعًا للالتباس ووضع حد للتفسيرات والتأويلات و«الأسئلة البايخة» من الصحفيين والمحللين، وبعد هذه الزلة للرئيس الأمريكى بـ24 ساعة، يتم عزله فى البيت الأبيض بسبب إصابته بكورونا!!.. فهل هذه فترة راحة للبيت الأبيض من زلات «بايدن»؟.. هل هو مرض سياسى لالتقاط الأنفاس فى هذه الفترة الحرجة التى يمر بها العالم؟ هل هى عملية «فلترة» ومراجعة لأحاديث بايدن، خاصة أن البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكى البالغ من العمر 79 عامًا يمارس عمله يومياً دون أى تأثر لحماية مصالح الشعب الأمريكى؟.. أعلم أنها أسئلة «بايخة».

قلت: ولماذا لا نبدأ بقصف ميناء أوديسا بعد أقل من 24 ساعة من توقيع اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، ومن له المصلحة فى إشعال هذه الأجواء وكسر هذا الاتفاق.. ليزداد معه الضغط والخوف من حدوث أزمة غذاء فى كثير من دول العالم، التى تعتمد على هذه الحبوب بشكل رئيسى؟.. أسئلة من النوع «البايخ» وسط تحالفات عالمية تتكون وتتبدل وتتشكل، وكأنها استعدادات لحرب عالمية جديدة، وما زال البعض حائراً بين أولئك وهؤلاء، ومن نؤيد ومن ندعم!!.. وأيهما أفضل لنا؟ أمريكا وشركاؤها أم روسيا وتحالفاتها؟ ونحن أمامنا فرصة كبيرة لعمل تكتل عربى قوى لا ينقصه سبب، ولا يعوقه عائق.. أليس هذا عجيبًا؟!!

دعك من الأمور العالمية والسياسات الخارجية، هكذا قلت لنفسى، فلنبدأ إذن بالدعاية الكبيرة، التى رأيتها لمنصة «ديزنى بلس» على أحد الطرق المحورية، تلك المنصة التى قررت دعم «مجتمع الميم»، وقد أوضحنا وأوضح غيرنا مدى خطورتها على ثقافة ووعى أطفالنا، وبعد كل هذا النصح والمطالبة بالتصدى لهذه المنصة نجد دعايتها بهذا الكم!! ماذا فعلنا إذن لنحمى أطفالنا الصغار منها؟ سؤال «بايخ»، ولكنه يحتاج لأفعال جدية، وليس إجابات نظرية بعد هذه الدعاية!!

ثم تغيرت وجهتى مرة ثانية طالما أن منصة «ديزنى» لا تشغل اهتمام الكثير منا، إذاً سنناقش ارتفاع أسعار البيض- الذى لا نستورده- فهو أكثر أهمية عند البعض من مواجهة «ديزنى بلس» وأمثالها، والتى تحتاج إلى خطط طويلة الأجل، وأموال طائلة لمقاومتها، أما البيض فأصبح الآن نجماً من نجوم الشباك فى فيلم الأسعار، وصار حديث الناس فى الشوارع والبيوت، ليس لكون المحال و«الدكاكين» تحولت لبيع بيض النعام، ولكن لكون البيض ما زال بيضاً، لم يتغير لونه أو زاد حجمه، ولم يتبدل طعمه، بل تبدلت أسعاره، ولكن البيض مثله مثل أخواته فى الفقرات السابقة، تتحول الأسئلة عنه إلى النوع «البايخ» من علامات الاستفهام لإجابات محفوظة!!

وأخيرًا استقر فى وجداني أن ما يستحق أن نكتب عنه، ونبدأ به، ونهتم له هو تلك الجرائم التى ترتكب ضد المصريين فى الخارج، والانتهاكات التى تمارس فى حقهم على اختلاف أعمارهم، وتنوع وتفاوت المهن التى يمارسونها، دون مبرر واضح، أو تفسير منطقى، وماذا فعلنا لهم؟ ماذا فعلنا لهذا الشاب الصيدلانى الذى قُتل رميًا بالرصاص فى محل عمله؟ وماذا قدمنا للطبيب الذى طُعن فى صدره، ثم أُطلق عليه الرصاص فى مقر عمله أيضًا؟ والقائمة طويلة والأمثلة كثيرة، والأخبار متداولة على جميع المنصات، ماذا فعلنا لهم غير متابعة التحقيقات، وتسهيل وصول الجثمان إلى أرض الوطن!!

المطالبة بحق المصرى فى أى بلد، أيًّا كان موقعه على الخريطة، لن يعكر صفو العلاقات بين الدول، فالجرائم فردية، والنشر والإعلان عن نتائج التحقيقات فى مثل هذه الجرائم لن يثير الحساسية بين الشعوب، بل سيحاول على الأقل الإجابة عن السؤال: لماذا تُرتكب مثل هذه الجرائم بهذه الكيفية ضد إنسان يحترم عمله ولقمة عيشه؟! هذه الأسئلة تلك المرة ليست «بايخة».

- إذا عرفنا البداية، فهمنا النهاية!!

[email protected]