رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

يعود الفنان محمد منير إلى الإسكندرية وتعود الإسكندرية إليه.. يغنيها وتغنى معه أجمل أغانيه، ولطالما أحب أهل الجنوب الإسكندرية.. فهى النسمة الحانية فى صيف قاسٍ، وهى الحضن الذى يحب لملمة الغرباء الهاربين من أحضان ضاقت بهم وبأحلامهم..!

يحيى الكينج منير حفلا غنائيا بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية، الأسبوع القادم، بعد غيابه لفترة 10 سنوات عن حفلاتها وينتظره هناك جمهور كبير بحجم مسيرته الرائعة فى حب الغناء الممزوج بالوطن وناسه!

منير ليس مطربًا بل مغنيًا كما يحب من يحبونه تسميته هكذا.. فقد جاء بعد عصر الطرب وكان قد امتلأ هذا العصر بأجمل المطربين فى تاريخ الغناء المصرى والعربى، وكان جمهورهم أو السميعة على نفس الموجة، ويشبهون بعضهم البعض، ومرتبطين مثلهم بحالة زمانهم والأداء والمزاج العام، فقد كانت أغانيهم جزءا لا يتجزأ من تاريخ بلادهم السياسى والاقتصادى والاجتماعى.. ولذلك ما زلنا معجبين بجمهور أم كلثوم مثلما مازلنا معجبين بفن أم كلثوم نفسها!

وكما انتقلت مسيرة الغناء من المطربين الجالسين وخلفهم الفرقة مثل عبده الحامولى وصالح عبدالحى إلى المطرب الواقف امام الميكرفون مثل أم كلثوم.. ومع ذلك كانت على قديمه حيث كانت تستأنس للجلوس اثناء المقدمة الموسيقية فى كل حفلاتها لأنها مرت بالمرحلتين، ولكن عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وغيرهما من المطربين طوال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات كانوا يغنون بالبدل السموكينج.. حتى جاء جيل من المغنين مختلف عما سبق يتقدمه محمد منير، وعدد من الفرق الموسيقية يغنى بحرية وللحرية، بالتزامن مع بداية جيل جديد من الجمهور يشبههم أيضاً!

ولذلك.. سيظل منير صاحب مسيرة متميزة فى تاريخ الغناء المصرى والعربى ممتدة بطول نهر النيل، منذ أن جاء من أسوان إلى القاهرة، وهى رحلة شاقة وليست سهلة على الجنوبيين، ولا أعنى المسافة البعيدة، التى تفصل بينهم وبين أهل الشمال، ولكن ُبعد المساحة الزمنية بين غناء وغناء.. فالغناء فى الجنوب سرد وتوثيق لحالة الناس وأحوالهم.. وهو التاريخ المروى للعشاق الغرباء عن أحبابهم، والساعين فى مشارق الأرض ومغاربها بحثًا عن قوت يومهم!

ومنير لمن لا يعرف، يهوى البحث عن الجديد، ويسمع الكثير من الغناء الافريقى والاوروبى وحتى موسيقى أمريكا اللاتينية، ولذلك يعيش عصره كاملاً، ولديه القدرة على تقبل كل ما يستجد على ساحة الغناء، ولا يتعامل مع المغنين الجدد وخصوصا «الرابر» الذين يغنون الراب، باعتبارهم دخلاء على الغناء، كما فعل من سبقوهم معهم، وتحديدًا من المسئولين فى الاذاعة والتليفزيون الذين ظلوا لسنوات يمنعون ظهور منير وابناء جيله عبر القنوات الرسمية وتعاملوا معهم باعتبار غنائهم غير رسمى.. ولهذا ظل منير غير رسمى، ويسمع ويتعامل الآن مع المغنين غير الرسميين كذلك.. فهنيئًا لإسكندرية وأهلها بمغنى مصر الجنوبي!

[email protected]