رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

لا أمتلك مزرعة تسمين ماشية، ولا أعمل فى مهنة القصايين (الجزارين)، وليس هذا عنوانًا احتياليًّا لجذب القارئ، ولكنه واقع نعيشه ونريد أن نضع أمام صناع القرار بعض الاقتراحات لخفض كيلو اللحوم البلدية إلى مائة جنيه، بعد ان قفز إلى ما يقرب من مائتى جنيه، وأولى هذه الخطوات هى مراجعة الاجراءات والشروط الحالية لانجاح مشروع البتلو الحالى، والتى قطعت فيه وزارتا الزراعة والمالية شوطًا كبيرًا فيه، لدعم المربين دعما ائتمانيا، متمثلا فى قروض ميسرة للمربين، لمساعدتهم فى شراء رؤوس الماشية، والأعلاف، والمستلزمات المتعلقة بالتربية.

إن حجم التمويل والاقراض بمشروع البتلو وصل لأكثر من 6 مليارات و500 مليون جنيه، لتربية وتسمين ما يزيد على 435 ألف رأس من الماشية، يستفيد منها ما يزيد على 39 ألف مربى ضمن مبادرة حياة كريمة.، ورغم التسهيلات التى منحتها جميع البنوك لهذه المبادرة، بفائدة تصل إلى ٥% متناقصة، إلا أن ارتفاع أسعار الاعلاف بطريقة جنونية، دفع الكثيرين من المربين إلى بيع الرؤوس بعد شراءها مباشرة، ومنهم من تقدم للمشروع ولبس لديه اية خبرات سابقة للحصول على مميزات القرض بهذه الفائدة المنخفضة، ليجد الطريق مفتوحًا أمامه مباشرة لوضع هذه المبالغ فى البنوك مرة أخرى بفائدة 20% ليكسب حوالى 15% دون ان يتعرض لمخاطر التربية المحفوفة بالمخاطر، والمتمثلة فى بعض الأمراض القاتلة مثل الحمى القلاعية، والتى حصدت آلاف الرؤوس فى الشهور الماضية، وجاءت الحمى كمبرر لمن خرجوا من مجال التربية، ليضعوا أموالهم ربما فى نفس البنوك التى حصلوا منها على القروض، ورغم ضخامة المبلغ الذى تم إقراضه للمربين، إلا أن الحصيلة ربما تكون لا شىء، أو أن أسعار اللحوم اخذة فى الصعود.

ومازالت العجول الرضيعة تذبح فى جميع المحافظات، وتباع لحوم البتلو رغم العقوبات التى وضعها القانون لمن يخالف ذلك، واقتراحى الذى أقدمه للحكومة هو دعم الاعلاف دعم مباشر، بمعنى توجيه مبلغ الستة مليارات ونصف المليار جنيه إلى البنوك، لصالح شركات اعلاف القطاع الخاص، لصرف حصص أعلاف مدعمة للمربين الجادين، وأصحاب المشروعات الكبيرة، بعد الاطلاع على معاينة اللجان المختصة، والمشكلة من الزراعة والتموين والمالية والمحليات، بعد التأكيد على استحقاق الصرف لرؤوس الماشية، على ان تتولى وزارة التموين، دعم حصص النخالة الموجهة لهذه المصانع، بنفس نسبة الدعم على كل طن علف، بمعنى أوضح وهو خصم ما يقرب من 10 -15% من سعر طن العلف مقابل خصم نفس القيمة من سعر النخالة، التى تمثل نسبة لا يستهان بها فى تصنيع علف الماشية، مع التوسع فى زراعة محاصيل الذرة الصفراء والصويا بدلا من شرائها بالعملة الصعبة، لخفض أسعار الأعلاف بطريقة مباشرة.

وإذا لم ترق هذه الفكرة لصناع القرار، أتمنى وضع أى تصور آخر لدعم الأعلاف، بطريقة تتماشى مع سياسات الدعم، على أن يبقى همنا الأول والأخير هو توفير أعلاف مدعمة للمزارع البسيط، الذى يبيع العجول الرضيعة بأبخس الأسعار، لعدم استطاعته شراء أعلاف، وستضمن الحكومة ملايين من رؤوس التسمين والألبان، خلال ستة أشهر إذا استطاعت إحكام الرقابة الحقيقية على عدم ذبح صغار البتلو، وخفض سعر العلف أو دعمه بطريقة أو أخرى، وستنخفض أسعار اللحوم والألبان بطريقة سريعة بعيدًا عن التحايل وإنفاق القروض فى غير محلها، وسيصبح كيلو اللحمة بمائة جنيه.