عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

هذه ليست كلمات أو رسالة طمأنة لأنى كشخص عادى مثلك ومثل غيرك من ملايين المصريين لست فى وضع يسمح لى بإدعاء شرف القيام بهذه المهمة، غير أنها محاولة لرؤية ضوء فى نهاية النفق أو رؤية ملامح إشراقة الشمس بعد سنوات طويلة مظلمة من المفاوضات مع أثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة.

لا أخفى قلقى، وهذا أمر عبرت عنه على مدار سنوات عديدة وعلى مدار مقالات أكثر عدة، من أن تصل الأزمة إلى طريق مسدود، وقد يكون هذا القلق طابعا شخصيا، وهو ما لا يجب أن ينسحب على شأن عام، وقد يكون قائما على اعتبارات موضوعية. وأيًا كان طبيعة هذا القلق، وهو أمر مشروع ومحمود وينبع، فى تقديرى الشخصى، سواء صدر منى أو من غيرى، عن حب لهذا الوطن، فإنه ينبغى أن يبقى فى هذه الحدود دون أن يتجاوزها، لأنه لا ينطلق من معرفة كافية للأمور، فمثل هذه القضايا لا يجب أن تترك لجنرالات المقاهى وقد أكون أنا منهم.

على هذه الخلفية التى طالت إلى الحد الذى قد يجعل البعض يراها مملة، أقول بأننى شعرت بارتياح كبير بعد التصريحات التى أدلى بها الرئيس السيسى منذ أيام بعد افتتاح مشروع الإنتاج الحيوانى بمدينة السادات بشأن سد النهضة. فردا على سؤال وجهته الإعلامية عزة مصطفى للرئيس بشأن كيفية التعامل مع أزمة سد النهضة فى ظل التطورات التى نلمسها وتعكر صفو المصريين بشأن الأخطار التى تحيط بمستقبل مياه نهر النيل، كان كلام الرئيس واضحًا ومختصرًا حيث قال: «أنا كلامى مش كتير ومحدش هيقرب من مياه مصر». وأوضح الرئيس أن حجم المشروعات التى يقوم بها من أجل الاستفادة من مياه مصر وإعادة تدويرها مرة واثنين وثلاثة، غير موجودة فى العالم. وتابع: «أنا أمام الله أخذت بالأسباب وقمت بعمل كل ما يمكن عمله.. صبرت وطولت بالى وأعطيت الفرصة واشتغلت على مواردى لتعظيم ما لدى.. وحلمى كبير قوي».

فى تقديرى الشخصى الضعيف أن الإجابة واضحة، ولكن لأنها مختصرة كما أشار الرئيس بنفسه فإنها ربما وأقول ربما لا تشفى غليل الكثير من القلقين.. لاحظ هنا أن مستويات القلق تتباين من شخص لآخر، خاصة أن هناك أشخاصا لديهم فوبيا القلق، وقد يكون الرد أو التعامل مع أمثال هؤلاء أن سياسة الدول لا يحكمها قلق أو خوف شخص هنا أو هناك وإنما هى تنطلق من أسس تتعلق برؤيتها هى لحدود وطبيعة الخطر الذى يهدد أمنها القومى.

الكلام قد يكون فى هذا المجال كثير، والموضوع واسع ونكذب على بعض إذا تصورنا أنه يمكن أن يكون هناك اقتراب واحد بشأن طريقة التعامل معه، ولكن هناك طرق مختلفة للتعامل مع الأزمات، وقد أصبح منهج التعامل مع الازمات من فرط استخدامه نهجا قديما فى سياسات الدول، فذلك ليس المهم وإنما المهم الفعالية وتحقيق الهدف من خلال التقييم الصحيح والسليم للموقف.

وإذا كنت قد اختتمت مقالى الأسبوع الماضى بالتأكيد على أن مقدراتنا فى أيدى أمينة، فإننى أعيد التأكيد على ما قلته داعيا الله أن يوفق القيادة المصرية فى إنهاء الأزمة بالشكل الذى يحقق مصالحنا.. فليس لنا بعد الله سواها.. اللهم آمين.

[email protected]