رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


ــ هذا المصطلح استخدم منذ قرون ما قبل الميلاد حينما عُرفت الخيول ورُوضت لأول مرة، أن التعرف على الخيول واستخدامها أحدث تحولًا فى المفاهيم وأسلوب التنقل وخطط الحرب على السواء، وكان امتلاكها واستخدامها لا يتوفر إلا للقليل من ذوى القدرات الخاصة والمهارة فى الجمع بين ما تتطلبه قيادة الفرس من جهة والتعامل مع عدو ملاصق من جهة أخرى.
ــ إن الجيوش فى الحضارات القديمة كانت تعتمد على الفرسان بوصفهم من النخبة، فسرعة التنقل ومباغتة الأعداء وما يحدثه ذلك من إرباك فى صفوفهم يمكن أن يسهم فى حسم المعركة فى صالح الجيش الذى يمتلك العدد الأكثر من الفرسان، ونتيجة لكل تلك الصفات فى الخيول أضُفى على فارسها هالة من الشجاعة والمروءة والنبل وانتقلت صورة الفارس عبر العصور إلى الأمم والشعوب باعتباره صفوة الرجال ومثال الشهامة.
ــ ولقد مجد العرب البطولة فى صورة الفارس الشهم القوى الشجاع المدافع عن شرف القبيلة والذائد عن حياضها، وفى العصور الأوروبية سادت صورة الفارس الشهم الذى يدافع عن الصغار والضعفاء والمظلومين، ولقد عُرف الفارس بالصدق فى القول والوفاء بالوعد وتلك مفردات الأخلاق الحميدة.
ــ ومر الزمان وتحولت أخلاق الفروسية إلى قوانين ودساتير لإنصاف المظلوم ومحاسبة الظالم أياً كان موقعه والتزم الجميع بأخلاق الفرسان طبقًا للقانون والدستور حتى أصبح الالتزام بصفات الفارس سلوكًا فرديًا وأصبحت الدول الأوروبية تمنح المتميزين من أبنائها أو كبار ضيوفها أوسمة استحقاق من رتبة فارس تيمنًا بما تمثله صورة الفارس فى الذاكرة من أخلاق حميدة.
ــ إن من أخلاق الفرسان الحميدة ثقافة الاعتذار عن الخطأ وهى ثقافة تُضفى على صاحبها هالة من الشجاعة والمروءة والنبل، فالحياة ليست فوضى بلا حسيب أو رقيب بل هى قواعد ونظم نلتزم بها بالشكل الصحيح وكلها مفردات الأخلاق الحميدة والتى تُبنى عليها الأمم الراقية.
ــ إن ما يقوم به الشخص من الاعتذار عن الخطأ هو أدب جم رفيع المستوى ودلالة على الشهامة والخلق النبيل، وهو خُلق الفرسان والجبن كل الجبن فى الترفع عن الاعتذار وعدم الاعتراف بالخطأ، فالخطأ البشرى أمر وارد وفى هذا يقول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام «كُلُّ بَنِى آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» وإذا كان الاعتذار عن الخطأ واجباً فإن قبول الاعتذار أيضاً من الخلق الرفيع والصفح من خلق الفرسان النبلاء، يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» الآية 134 سورة آل عمران ويقول سبحانه وتعالي «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» الآية 85 سورة الحجر.
ــ لا شك أننا فى حاجة ماسة إلى أخلاق الفرسان لمواجهة ما نراه على الساحة الإعلامية وخاصة وسائل التنافر الاجتماعى من اتهامات مرسلة ومن القدح فى ذمم وأخلاق الناس بلا دليل حتى وإن كان هناك دليل فليس مكانه وسائل الإعلام وإنما مكانه ساحات القضاء العادل، فنحن فى حاجة إلى الأخلاق النبيلة التى تمكننا من الاعتذار عن الخطأ وكذلك من قبول الاعتذار، فالتمسك بأخلاق الفرسان حاجة ملحة للمحافظة على تماسك المجتمع فى مواجهة المخاطر المحدقة بنا والأمم الراقية والقوية تُبنى على الأخلاق الرفيعة وهى أخلاق الفرسان.