رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الثلاثاء الماضى، هلت علينا الصحف الثلاث بأخبار طيبة عن بعثة الحج، فقالت جريدة الأهرام: (وافق مجلس النواب على مجموع مواد قانون تنظيم الحج وإنشاء البوابة المصرية الموحدة للحج) وقالت جريدة المصرى (النواب يوافق على مشروع قانون تنظيم الحج وبوابة الحج الإلكترونية)

وقد راجعت موسوعتنا عن أحوال مصر فى نصف قرن، فوجدت مقالات عديدة عن بعثات الحج نشرناها منذ عام ١٩٧٩ فاخترنا منها مقالنا المنشور بجريدة الوفد يوم ١٨ سبتمبر ٢٠١٦ تحت عنوان (بعثة حج جامعة المنصورة) ورد فيه روائح الحج العطرة أثارت فينا ذكرياته منذ عام ١٩٧٧ عندما نظم نادى الجامعة أول بعثة للحج المبروكة فى كل شىء إذ دفع العضو مبلغ خمسمائة وخمسين جنيهاً فقط بينما تصل تذكرة الحج فى شركات السياحة المصرية اليوم أكثر من خمسين ألف جنيه أى أن جنيه الحج فى ذلك العام يساوى اليوم مائة جنيه، فأى بركة هذه من فضل الله.. وكان الريال السعودى يساوى ريالاً مصرياً أى عشرين قرشاً، بينما كسر الريال السعودى حاجز الثلاثة جنيهات تقريباً، فأى غرامة هذه؟

وفى عام ١٩٧٨ كان أولاد المطوف السعودى طلاباً فى كلية طب جامعة المنصورة فاهتم بنا المطوف اهتماماً كبيراً إذ خصص لنا بيتًا من أربعة طوابق خصصنا اثنين للرجال واثنين للنساء إذ كانت السعة أكثر من مائتى حاج بعدما ذاع صيت جامعة المنصورة فى تنظيم الحج تنظيمًا نموذجيًا يكفى فيه أنه يضم بعثة طبية من كبار أساتذة كلية الطب الذين اصطحبوا معهم كمية كبيرة من الأدوية وأصبحت بعثة المنصورة كمستشفى كبير يلجأ إليه جموع الحجاج حولنا مجاناً لدرجة أن أطباء أجروا إسعافات أولية لأحد كبار الحجاج فى داخل سيارة ونحن عند جبل عرفات، فاحتفظ الكثيرون بذكريات عارفة للجميل نحو جامعة المنصورة، التى أوصاها قانون تنظيم الجامعات بأن تكون فى خدمة المجتمع حولها وكان جميلًا أن تشاهد كبار أساتذة الطب يرتدون جلباباً أبيض مثل المريض الذى يعالجونه بطيب نفس دون أجر احتساباً لوجه الله الكريم.. فهل هناك فضل من الله أكثر من هذا؟

وعندما ذهبنا للمدينة المنورة أسعدنا الله بفندق جديد يفتتح لأول مرة، فكنا أول ضيوفه إذ أكرمنا أكبر إكرام وبارك الله فى أموال البعثة، فدعت أعضاءها لتناول وجبة غداء أو عشاء مجانًا فى مطعم سودانى بجوار الفندق

أما زيارة مقام سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكانت جنة من الجنات على الأرض الطاهرة إذ صلينا وسعينا فى الأنوار المحمدية قبل طلوع فجر اليوم ثم على مداره حتى الليل فلا ننام إلا قليلاً كعشق المحبين الفرحين بالقرب من مقام سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، فأى بركة هذه؟

ثم فاجأتنا جريدة المصرى يوم الأربعاء الماضى بالعنوان التالى:

(تأجيل قرعة الحج السياحى و٦٥٠ الف جنيه تكلفة الخمس نجوم) يا للهول.