رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

مع انتشار موجة "المضحكون الجدد فى السينما"، بعد فيلم «إسماعيلية رايح جاي» تحديدًا عام 1997، انتشرت معها موجة الهجوم على عادل إمام، وظن الكثيرون إنه حان وقت تراجعه عن المقدمة، ورغم أنف الجميع ظل بموهبته وذكائه الفنى، واقفًا على قمة الجبل!

وفيلم «اسماعيلية رايح جاى» بطولة محمد فؤاد، محمد هنيدى، حنان ترك، وإنتاج وتوزيع أفلام النصر، وأفلام حسن إبراهيم وسيناريو وحوار أحمد البيه، إخراج كريم ضياء الدين.. حقق نجاحًا لم يتوقعه الجمهور والنقاد بل وصناع الفيلم أنفسهم، بعد أن تجاوزت إيراداته 15 مليون جنيه ضاربًا إيرادات كل الأفلام التى سبقته منذ بداية تاريخ السينما المصرية.. ومن بعده انتابت الشجاعة البعض للهجوم على نجم الكوميديا الأوحد فى زمانه عادل إمام!

وأتذكر كتبت مقالًا فى ذلك الوقت بصفحة الفن بالوفد، ليس دفاعًا عن عادل إمام، ولكن عما يمثله من قيمة فنية وسياسية.. وقلت لا أحد فى كل المجالات، يأتى بديلا عن أحد، فلم يحدث ولن يحدث، وأن الجميع يحاول أن يستكمل مسيرة الفن ولا يستكمل مسيرة الفنانين الذين قبله.. وعادل إمام نفسه وبكل موهبته الكبيرة لم يستطع أن يكون بديلًا عن نجيب الريحانى ولا إسماعيل ياسين ولا فؤاد المهندس، مع أنه سبق أستاذه المهندس بعد ذلك بمراحل، وهو الذى قدمه لأول مرة فى دور «دسوقي» وكان أقرب إلى الكومبارس فى مسرحيته الشهيرة « أنا وهو وهي» ومع ذلك ظل فؤاد المهندس فى مكانته بتاريخه فى مسيرة الفن.. ولم ينتقص نجاح التلميذ من تاريخ الأستاذ!

وقد أثبتت الأيام ذلك.. مع عادل إمام نفسه ومع النجوم الشباب الذين قدم معظمهم للملايين من جمهوره فى مصر والعالم العربى، وبعد ذلك ملأوا الدنيا بأفلامهم وإيراداتهم التى بلغت ملايين الجنيهات وهى إيرادات غير مسبوقة فى تاريخ السينما المصرية.. ومع ذلك لم يستطع واحد منهم أن يكون بديلًا عن عادل إمام، ولم يكن فى باله أن يحاربهم وهو مكتشف مواهبهم الكبيرة!

وفى اليوم التالى من نشر المقال جاءنى اتصال من الأستاذ على التليفون الأرضى، فلم تكن الموبايلات انتشرت، لا ليشكرنى، ولكن للتأكيد على أهمية القيم الفنية والجمالية فى مسيرة الفن، وكان من رأيى أن بعض النجوم الشباب تعاملوا بطفولية ومراهقة مع نجاحهم المفاجئ.. ومع ذلك كان مبسوطًا لهم.. وذكّرته يومها بلقاء جمعنا فى غرفته بالمسرح بعد عرض مسرحية الزعيم، وبمناقشتنا حول فيلم «اللعب مع الكبار» وكنت أراه من أفضل أعمال الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، حيث إنه قدم معالجة جديدة وغير نمطية لكل مشهد من مشاهد هذا الفيلم، بينما كان الأستاذ منحازًا لفيلم « طيور الظلام» الذى كان عرضه قد بدأ منذ أيام، ومن تأليف حامد كذلك.. واتفقنا أن نجلس بعد أن أشاهده ولكن لم نلتق.. وحقيقة هو من الأفلام المهمة فى مسيرته الفنية، وعمومًا فإن سينما عادل إمام ووحيد حامد والمخرج شريف عرفة تستحق قراءة متعمقة!

ومرت السنوات.. وظل عادل إمام فى مكانته بما يمتلكه من مفاتيح أسرار هذه العلاقة الغامضة مع جمهوره، وهذه الوصفة السحرية التى لم يستطع أحد أن يفك شفرتها.. وككل فنان شهد عثرات فى بعض أعماله ولكنه سرعان ما يعود أقوى بالأفضل ليس لعادل إمام ولكن للجمهور المصرى والعربى.. ويكفى القول إن مسرح عادل إمام كان أحد أهم المعالم السياحة التى يحرص على زيارتها السائح العربي!

وأعتقد أنه لم يحدث فى تاريخ الفن المصرى، والعربى بالطبع، أن استمر فنان أكثر من 60 عامًا (١٩٦٢ إلى ٢٠٢٠) مشاركًا ومؤثرًا فى مسيرة الفن (مسرح، سينما، إذاعة، تليفزيون) مثلما حصل مع عادل إمام، والذى لم يسبقه فى ذلك أحد سواء قبل ظهور النجوم الشباب ولا بعدهم.. وكل سنة وأنت طيب يا زعيم!

[email protected]