رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

فى ذكرى مرور ٧٤ عامًا على نشأة الكيان الصهيوني، فإن عملية مراجعة، سواء من ناحيته أم من ناحيتنا كعرب، تكشف عن مزيج من الانتصارات والهزائم على صعيد تحقيق أهداف ذلك الكيان. صحيح أن مستوى تحقيق الأهداف عالٍ وبشكل ربما فاق تصورات مؤسسى الحركة الصهيونية إلا أن خيبات الأمل عديدة، حيث ما زالت إسرائيل حتى الآن لا تنعم بالاستقرار المنشود التى طالما حلم الآباء المؤسسون لها بتحقيقه لكل من هاجر إلى فلسطين والمساهمة فى تعزيز وجود اليهود كشعب بديل.

غير أن النجاح الأبرز وربما الأهم فى مسيرة الإنجازات هو ذلك التطور الذى لحق بالحركة الصهيونية ونجاحها فى توليد نوع جديد من الصهيونية العربية التى تتماهى فى تصوراتها ورؤاها لمستقبل المنطقة مع الرؤى الإستراتيجية للدولة العبرية.

وإذا كان من الصحيح أن جماعة الإخوان المصرية نجحت فى خلق امتداد لها على الأرض الفلسطينية ممثلة فى حركة حماس التى تمثل فى منظور البعض جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية، فإن الإنجاز نفسه لا يمكن إنكاره على الحركة الصهيونية والتى نجحت فى خلق امتداد لها فى الأرض العربية ينطق بلسان عبرى مبين!

احزن أو لا تحزن فليس ذلك هو المهم، فليس بالحزن يتم حل مشاكل الأوطان، ولكن هذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها. ومن الملفت للنظر أن من يمكن اعتبارهم رواد الصهيونية العربية الوليدة يتمتعون بقدر من الصلابة واشتداد العود بشكل لا يجدون معه ضرورة ممارسة صهيونيتهم فى الخفاء. قد تعتبر ذلك نوعا من اندثار ما كنا نطلق عليه حمرة الخجل، وقد يعتبره آخرون نوعا من التبجح.. أيا ما كان التوصيف فالنتيجة فى النهاية واحدة وأبناء العمومة تداخلوا وتناسلوا وأنجبوا جيلا جديدا تباركه هاجر وسارة باعتباره فى النهاية نسل الزوج المشترك.. إبراهيم: بالعربية أو إبراهام: بالعبرية!

قد تدفع هذه الكلمات بملامح الأسى على وجهك وقد تجعل الدم يغلى فى عروقك ولكن عليك أن تهدئ من روعك وتدرك أن حركة التاريخ تفرض نفسها.. فالبقاء للأقوى.. والضعيف ليس له مكان على وجه البسيطة. وإذا كان هناك منا من يندب حظه بسبب وقوع بعض بنى جلدتنا فى حالة من حالات استلاب الوعي، فإن ما هو أكثر خطرا وأشد إيلاما تلك الحالة من استلاب الانتماء.. أن تنتمى لأمة وقلبك وعقلك مع الأمة الخصم، أن تبدو وكأنك تناصر أخاك الذى ظلم وشبع ظلما، فيما أنت بوعى أو بلا وعى تساعد جلاد أخيك على الإجهاز عليه، أن تعيش حالة « النوم مع العدو» بمفهوم مخالف لما قدمته جوليا روبرتس فى فيلمها الذى حمل الاسم ذاته وأنت تشعر بسعادة وطمأنينة وأنك قرير العين!

فيما أظن، وليس كل الظن إثمًا، أن تلك حالة جديدة ربما لم ترد على ذهن من راحوا يرصدون حركة التاريخ، حالة تجعل لنا قصب السبق فى تقديم الجديد فى كل ما هو سلبى وغريب عن طبائع الاجتماع الإنسانى القائم على تضافر وتلاحم ذوى القربي!

ربما ينتابك قدر من خداع الذات وتحاول تهوين الأمر على نفسك بأن الظاهرة وليدة وآن أوان العلاج لم يفت بعد. إذا كنت كذلك فأنت «عرفاتي» بامتياز حيث ظل الرجل – ياسر عرفات – يمنى نفسه ويمنينا بأننا سنصلى سويا فى القدس، فيما أنه مات وشبع موت دون أن يشم حتى رائحة القدس! وفى النهاية فإن المرء لا يملك سوى الدعاء بأن يجعل الله مثل هذا الكلام خفيفا على إسرائيل وأنصارها.. اللهم آمين!

[email protected]