رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

سأدخل فى الموضوع مباشرة.. لأن الوضع سيئ والأسوأ السكوت عليه، ففى الوقت الذى يجب أن نستغل فيه الإقبال الجماهيرى على التليفزيون، وخصوصا التليفزيون المصري، خلال شهر رمضان، لتقديم معالجات جديدة للبرامج الدينية، بمناقشات جادة لقضايا العصر، والمستجدات العلمية والتقنيات الحديثة، وبأساليب متطورة لا تتناقض ولا تختلف مع المفاهيم الأخلاقية لكل الأديان.. فبدلاً من ذلك يكرر إعلامنا إنتاج نفس البرامج منذ سنوات بنفس الشيوخ وكأن كل همه ملأ فراغ البث ولسنا فى معركة حياة أو موت مع الإرهاب!

وعلى سبيل المثال.. قدم التليفزيون على مدى ٣٠ حلقة خلال شهر رمضان برنامجاً اسمه « شباب عصر النبوة» .. وقدمت الإذاعة برامج أخرى على شاكلته، عن سيرة شخصيات عادية قام الشيوخ بتعظيمها بصورة غير واقعية وكأنهم قادمون من الفضاء وتصوروا أن ذلك يزيد من تعظيم الإسلام.. ولا أعرف حقيقة فائدة تقديم هذه النماذج لشبابنا الآن.. وماذا سيستفيدون من تقديم ناس كانت تحارب بالسيوف وعلى الخيول وانقسموا إلى فرق فى صراعهم على السلطة والجاه؟.. بينما نعانى فى عصرنا الحالى من مشاكل وتعقيدات مريرة، وتهددنا رؤوس نووية وطائرات دون طيار!

فهل يعلم من فى التليفزيون أن هؤلاء الشباب الذين تتحدثون عنها كلهم تقريبا قاتلوا بعضهم البعض فى موقعتى الجمل وصفين.. وكل الإرهابيين والمتطرفين يعتبرونهم قدوتهم فى الجهاد ويلقبون أنفسهم بأسمائهم وكنيتهم.. فما حاجتنا لهؤلاء ولدينا عشرات النوابغ من الشباب المصرى الناجح فى الداخل والخارج يصلحوا أن نتخذهم قدوة ونقدمهم فى البرامج الدينية بدلا من الرجوع 1500 سنة لنستحضر أرواح أموات!

ورغم حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل منتديات شباب العالم بشرم الشيخ على تقديم وتكريم نماذج من الشباب المصرى والعربى المتفوق فى كل المجالات الدينية والعلمية والفنية، ليكونوا نماذج ممكنة للاقتداء بها، ولكن للأسف لازال الكثير من المسئولين فى مواقع مهمة مثل التليفزيون والإذاعة لا يدركون عمق رسائل رئيس الجمهورية فى التعامل بفكر منفتح ومتقدم مع شبابنا واقعنا ومستقبلنا!

ولماذا لا تقدم البرامج الدينية شخصية مثل د. عمر محسن؛ الباحث فى الرياضيات البحتة بجامعة مونسيتر بألمانيا، وهو أصغر مصرى حاصل على درجة الدكتوراه من فرنسا من جامعة باريس ديدرو فى سن ٢٢ عاماً؟.. لماذا لا يتحدث شيوخنا عن الباحث د. ماركو يوسف وعن رحلته الناجحة من كلية الصيدلة بجامعة المنيا إلى إنجلترا للحصول على جائزة نيوتن فى البحث العلمى لاكتشافه العلاقة بين بروتينات جديدة، وانتشار الفيروس وأثرها على سرطان الكبد؟.. لماذا لا تتكلمون عن شخصيات طبيعية وليست مقدسة، عن ناس تعيش بيننا، وفى مقدور شبابنا أن يكونوا مثلهم بدلا من الحديث عن شخصيات خارقة وكأنهم ملائكة نزلت من السماء وعاشوا فى مدن فاضلة.. وهذا غير صحيح!.. والمشكلة أن شبابنا يصيبه الإحباط أمام هذه النماذج الخيالية ويشعر بقلة الحيلة وعدم الثقة لإحساسه بالعجز أن يكون مثلهم، ويستقر فى وجدانه إنه مقصّر فى حق نفسه ودينه.. فلا يكون أمامه سوى أن يطلق على نفسه ألقابهم مثل «أبومصعب، أبوقتادة، أبوحفص».. ويعلن الجهاد علينا ويقتل ويفجّر فينا حتى يتشبه بهم.. ارحمونا لا رحمكم الله!

[email protected]