رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«لقد ذهبت فرحة العيد فى لحظة»، هكذا علق يائير لابيد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلى الغاصب على العملية الفدائية التى قام بها شابان فلسطينيان من أصحاب الحق والأرض»، يوم الخميس الماضى فى القدس المحتلة، ونتج عنها مقتل اربعة اسرائيليين واصابة ثلاثة بجروح حرجة. الوزير الاسرائيلى يعنى بالعيد عيد الاستقلال أى يوم الاعلان عن إنشاء ذلك الكيان الغاصب على أرض فلسطين العربية، وهو بالطبع نفس اليوم الذى يعد نكبة على أشقائنا الفلسطينيين وعلى الشعوب العربية كلها التى ترفض حتى الآن التعامل مع هؤلاء الغاصبين، وهو ما يشكل حجر عثرة وشوكة فى حلق اسرائيل ومن يقف خلفها سواء من الحكومات الغربية أو من بعض الأنظمة العربية المهرولة للتطبيع معها.

الغريب أن البائس وزير داخلية العدو الاسرائيلى اسمه عومير بارليف، يبدو من اسمه ومن تكرار صولات الفلسطينيين البواسل وعلاماتهم المتكررة على قفاه، أنه وزير هش لوزارة هشة مثل خط بارليف الذى أزاله جنودنا البواسل فى العبور العظيم بخرطوم مياه، بينما كانت الدعاية الإسرائيلية تصفه بخط بارليف المنيع، وكما اخترق جنودنا بكل سهولة خط بارليف يفعل الآن جنودنا وأقصد بهم الشعب الفلسطينى كله بتحصينات الوزير بارليف نفس الشيء. ذلك لأن الغاصب سيظل ضعيفا حتى وإن تسلح بكل الأسلحة وتحصن بكل الوسائل الحديثة، بينما صاحب الأرض والحق كان وسيظل قويا حتى وإن حارب عدوه بوسائل بدائية. ذلك لأن صاحب الحق يحارب معه الله عز وجل بينما يظن الغاصبون أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب.

نعم سيظل الغاصب مرعوبا حتى وإن تخيل أنه تحصن بكل وسائل الأمان، بينما سيظل صاحب الحق جسورا، حتى وإن تخلى عنه أقرب الناس إليه؛ لذا كان من الطبيعى أن يصف «لابيد» أن الهجوم مرعب ومقلق. نعم ستظل أنت وكل غاصب لأى حق مرعوبا فى حالة قلق دائم فسر سببه رئيس وزرائكم التعس «نفتالى بينيت» عندما قال إنه يتوقع حدوث هجمات مماثلة قريبا جدا!

بينيت قال: «إن منفذى العملية خرجوا لقتلنا وهدفهم كسر روحنا». والحقيقة أن منفذى العملية خرجوا ليعلنوا للعالم كله أن الفلسطينى لن يستسلم وهو يرى المحتل يصول ويجول فى أرضه، معتبرا نفسه صاحب البيت ويريد أن يتعامل مع الفلسطينى كضيف غير مرغوب فى وجوده أصلا. يتساوى فى ذلك العسكرى الإسرائيلى العادى والمستوطن الغاصب الذى لا يكف عن التحرش بصاحب الأرض واستفزازه. لا فرق بين اسرائيلى يمسك السلاح واسرائيلى آخر حتى وإن كان فى ملابس مدنية كلهم غاصبون، بينما لا فرق بين فلسطينى عسكرى وآخر حتى لو ارتدى ملابس مدنية، فهو يعتبر نفسه مشروع شهيد، إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا وكان موعودا.

وعلى الرغم من أننى كنت وما زلت ضد الانتقام من مدنيين، لكن عدم فهم الجانب الاسرائيلى لحقيقة الموقف وعدم اعترافهم بأى حقوق للشعب الفلسطينى، يجعل أى منصف على وجه الأرض، يؤمن بأن من حق أصحاب الأرض وأصحاب الحق وأصحاب القضية وأصحاب الهوية أن يدافعوا عن أرضهم وعن قضيتهم وعن هويتهم، حيث لا طعم لحياة يتم فيها يوميا انتهاك آدميتهم ومحاولة تركيعهم ليسلموا ويستسلموا لسياسة الأمر الواقع التى يريد أن يفرضها عليهم الاحتلال.

الغريب أن أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى والذى لم يحرك ساكنا على اقتحام المستوطنين بالآلاف للمسجد الأقصى، واعتداء قوات الاحتلال على المصلين والمرابطين فيه، راح يبكى بالدموع والنحيب على ضحايا عملية «إلعاد» التى صدمه أنها جاءت كما وصفها فى يوم احتفال اسرائيل بإنشائها! ليكرر كالعادة اسطوانة أمريكا المشروخة أنها لن تتخلى عن دعم حليفتها إسرائيل.

فليكن معلوما لدى أمريكا وإسرائيل أن الشعب الفلسطينى لن يتخلى عن قضيته، حتى وإن تم هدم كل بيوتهم وقتل كل ابطالها فخلف كل شهيد يولد مليون شهيد وإن لم ترتدع اسرائيل وتقلع عن استفزاز الفلسطينيين وتعيد لهم حقوقهم المغتصبة كاملة، فلن تهنأ أبدا لأن الفلسطينيين يستردون حقوقهم بأيديهم، ولتنتظر اسرائيل كل يوم عملية جديدة، مثل عملية «إلعاد»، و«ينعاد» عليكم العيد!

[email protected]