رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فى معرض الرد على السيناريو الخبيث الذى رسمه الغرب المريض من أجل توريط روسيا فى دخول حرب لا تعرف نتائجها حتى الآن، ولا المآل الذى يمكن أن تنتهى إليه. فضلاً عن حصار روسيا بسيل عارم من العقوبات الاقتصادية والسياسية، عمد الرئيس فلاديمير بوتين إلى توجيه صفعة نجلاء للولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى عندما أمر الجيش بوضع القوات النووية الاستراتيجية فى حالة تأهب. وقال فى اجتماع لقادة الدفاع فى الكرملين: ( لقد اتخذ الغرب إجراءات غير ودية تجاه روسيا وشمل ذلك بالطبع العقوبات الاقتصادية غير القانونية). وفى حديثه لكبار المسئولين العسكريين وبينهم وزير الدفاع سيرجى شويغو: أردف بوتين قائلاً: (ستوضع القوات النووية فى حال تأهب قصوى رداً على كبار مسئولى الناتو الذين سمحوا بتصريحات عدوانية تجاه روسيا). وسارع فأمر وزير الدفاع الروسى ورئيس الأركان العامة للجيش بوضع قوات الردع النووى فى نظام خاص للخدمة القتالية.

إنها عن حق معركة ضارية، ففضلاً عن تكثيف روسيا لهجماتها على أوكرانيا لجأ بوتين إلى التحذير النووى لبث الرعب لدى الغرب والولايات المتحدة وحلف الناتو ثأرا منهم لاستمرارهم فى تعبئة أوكرانيا بالمزيد من إمدادات السلاح التى من شأنها أن تزيد الوضع خطورة. وحذر بوتين الدول الأجنبية من التدخل فى غزوه لأوكرانيا قائلاً: (إن ذلك قد يؤدى إلى عواقب لم يروها من قبل). ولقد أثارت تحذيراته ردود فعل غاضبة لا سيما لدى الولايات المتحدة، فرأينا السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تتحدث عن ذلك قائلة: (إن ما يقوم به بوتين غير مقبول لكونه بذلك يواصل تصعيد هذه الحرب بشراسة، ولهذا علينا أن نواصل وقف أفعاله بأقوى طرق ممكنة). بيد أن مسئولى الدفاع الأمريكيين لم يكشفوا عن موقفهم النووى الحالى باستثناء القول بأن الجيش مستعد فى جميع الأوقات للدفاع عن وطنه وحلفائه.

ولكن وفى معرض تحليل موقف بوتين قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: (إن بوتين يلجأ إلى نمط استخدمه فى الأسابيع التى سبقت شن الغزو، ولقد اخترع تهديدات لا وجود لها من أجل تبرير المزيد من العدوان)، وأردفت قائلة: (لدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا، لكننا نحتاج أيضاً إلى تحديد ما نراه فى هذا الشأن). غير أن روسيا مضت فى تحذيراتها للناتو، وفى هذا المجال تحدث عضو مجلس الدوما الروسى «يفغينى لوبوف» عن الوضع الراهن والتهديد الذى تشكله أوكرانيا وحلفاؤها وأردف قائلاً:( التهديد قائم ضد روسيا، ويجرى هذا منذ ألف عام من خلال نقل الناتو إلى حدودنا وإلغاء ثقافتنا. لقد قاموا بترهيبنا لسنوات عديدة. أما ما يخطط له الناتو اليوم فى أوكرانيا فهو يشكل تهديداً مباشراً على المواطنين الروس).

وهذا أيضاً ما يؤمن به كثيرون فى أجزاء عديدة من العالم، والتى رأينا معالمها بعد أسبوع من غزو روسيا لأوكرانيا، فعندما جرى التصويت فى الأمم المتحدة على قرار يدين الغزو الروسى صوتت 141 دولة لصالح القرار من أصل 193 دولة عضو فى الأمم المتحدة. ومعنى هذا أن عدداً من الدول اختارت الامتناع عن التصويت، مثل الصين والهند وجنوب أفريقيا. لذا سيكون من الخطأ أن يعتقد القادة الغربيون أن العالم بأسره يتبنى موقف الناتو القاضى بأن روسيا هى المسئولة بالكامل عن هذه الحرب الكارثية التى جرت وتجرى وقائعها فى أوكرانيا، فالمسئول الأول والأخير عنها هى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى وليس روسيا.