سهرت يوم الاثنين الماضى مع حفل أم كلثوم وهى تشدو بأغنية جميلة من كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، والتى تقول فيها (يا اللى حبك خلى كل الدنيا حب، ويا اللى قربك صحى عمر وصحى قلب) وقد سمعت هذا الكلام الجميل لأول مرة فى مدينة ستراسبورج الجميلة على نهر الراين بين فرنسا وألمانيا حيث كنت أستاذاً زائراً بجامعتها، وكان المصريون يتجمعون فى ناديهم مع ذكريات الأحبة فى وطننا العزيز وهم يستمعون لأغانى كبار المطربين وفى مقدمتهم عبدالوهاب وأم كلثوم التى ذكرنى بها الطالب المصرى وهو يردد كلمات أغانيها الجميلة وشفع ذلك بإهدائى بعض تسجيلات لأغانى عبدالوهاب وأم كلثوم والتى تربط المصريين فى الخارج بوطنهم الحبيب وتصاحبهم محبته فى كل البلاد التى يتردد فيها نشيدهم الوطنى القديم (يا مصر يا غالية عليا أفديكى بروحى وعينيه).
وحب مصر يتوزع فى قلب المصرى بين القرى والمدن التى عاش فيها كما عشنا مع أمنا المنصورية فى مدينة المنصورة الجميلة وقضينا فيها طفولة سعيدة حتى شاء ربنا سبحانه وتعالى أن تنشأ بها جامعة وكلية الحقوق تدعونا للتدريس بها فى السبعينات، حيث نذهب إليها من الإسكندرية كل أسبوع للتعايش مع الأهل والأحبة المنصوريين ونلقى محاضراتنا يومين أو ثلاثة ونجدد ذكرياتنا السعيدة مع نهر النيل الجميل ثم نعود للإسكندرية حبنا الكبير التى نشتاق إليها مثلما نشتاق للمنصورة عندما نغيب عنها ويتردد فى وجداننا الكلام الجميل للفنان الذى يطربنا بأغنيته الدينية فى حب آل البيت قائلاً (ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن فى الحسين وعشان أنول كل الرضا يوماتى أروح له مرتين من السيدة لسيدنا الحسين) وهو حب يتجدد فى أيام وليال رمضان التى نسهر فيها مع تواشيح كبار المنشدين الإسلاميين أمثال الشيخ النقشبندى والشيخ نصر الدين طوبار ويتوجهما ترتيل القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت وصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ونحن نتمتع بمشاهدة ملايين المسلمين وهم يطوفون كل ليلة حول الكعبة المشرفة ونسهر معهم حتى صلاة الفجر كل ليلة من ليالى رمضان المباركة أعادها الله عليكم باليسر والسعادة والبركات وكل عام وأنتم بخير.