رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

 

 

من أروع القنوات التى أحرص كثيراً على مشاهدتها بجوار الأفلام القديمة المميزة قناة «ناشيونال جيوجرافيك» الإماراتية خاصة البرنامج الثقافى «المملكة المتوحشة» عن الوحوش البرية... وفى كل مرة أتألم كثيراً على التهام الأسد والحيوانات المفترسة للحيوانات الضعيفة، وأتعجب كيف تعيش الجمال والرشاقة والرقة مع حيوان دموى بالفطرة سبحان الله.. دائماً جائع يبحث عن فريسته بوحشية.. كان يحاول خنق الغزال كالعادة وعند قدوم الأسود الأخرى من بعيد ولأن الفريسة صغيرة لا يكفى.. قام بتمزيق الغزال وهو حى خلال دقيقة فقط التهمها بعد أن مزقها تماماً.

 كدت أبكى على الغزالة..وفى كل مرة مشاهدة.. إلا أنه يبدو أنها الحكمة الربانية.. حكم الغابة.. الغريب أن الموت يعيد صياغة البشر ويجعلهم أكثر إحساساً بالحياة..نظرة تأمل لما يحدث فى حياة خالية من الإنسانية وجبر الخواطر حتى أصبح العالم أكثر قسوة من مملكة الحيوانات المفترسة.. وتأسرنى كثيراً تجربة غريبة فى برنامج لخبراء أجانب فى علم الحيوان أجريت على قردين فى قفصين متجاورين فى نفس القناة المميزة.. الحارس أعطى كل قرد منهما حصى صغيرة.. ثم طلب منهما إعادتها إليه.. ثم منح كل قرد مكافأة، القرد اﻷول أعاد الحصى للحارس.. فأعطاه شريحة خيار..فقفز القرد من الفرحة، وراح يلتهم الخيار بشهية وسعادة.. أما القرد الثانى فحين أعاد الحصى للحارس أعطاه عنقود عنب أحمر وهى مكافأة ألذ وأعظم... وعندما شاهد القرد الأول ذلك بدأت حماسته للخيار تضيع.

وفى المرة الثانية القرد اﻷول أعاد الحصى فأعطاه الحارس شريحة الخيار، فأخذها القرد بلا حماس.. ولم يأكل منها وانتظر حتى يرى مكافأة القرد الثانى، فلما وجدها عنقود عنب ألقى الخيار فى وجه الحارس غاضباً..قرد لكنه أكثر ذكاءً...ففى المرة الثالثة أعطى الحارس القرد اﻷول الحصى فألقى الحصى مباشرة فى وجه الحارس ولم ينتظر المكافأة..

مع أنه كان فى المرة الأولى سعيداً بشريحة الخيار، ولكن عندما رأى غيره يقوم بنفس الجهد ويحصل على أجر أكبر كره الخيار الذى كان يحبه...بل لفظه بشدة فى وجه الرجل فى مشهد مثير للسخرية والضحك، القرد فى وجه المخترع صاحب الاختبار. الحقيقه أن التجربة أثبتت أن العدالة الاجتماعية فطرية جداً ليس لها حسابات، فهى تتبع من داخل النفس وليست مكتسبة وليست مطلباً مبالغاً فيه.. العدل أساس الرضا واستقامة الحياة هذا ما نفتقده أشد فقدان فى حياتنـا.

إن الحياة فى غابة أفضل كثيراً من الحياة فى مجتمع كاذب منافق لا يسوده القانون.. وهو الموت البطىء. فتكافؤ الفرص والمساواة بين أطياف المجتمع أبسط قواعد العدالة الاجتماعيه، أن يكون المواطنون متساوين فى الحقوق والواجبات والفرص أيضاً، وأن تكون الكفاءة والخبرة والتفوق أساس الترقى والصعود لأى من المناصب وليس الواسطة والمحسوبية... وهذه أزمتننا التى ما زالت مستمرة عبر العهود الطويلة وقد سادت خلال العقود الماضية حالة من الظلم والتفرقة تستبعد الأكفأ لصالح صاحب النفوذ أو المال.

إن تكافؤ الفرص لا يعنى فقط تحقيق العدل والمساواة بين أطياف المجتمع لكن أيضاً فى العودة للمنافسة وعودة الروح لفكر النخبة السياسية وللعدالة أيضاً.. وأتذكر مقولة شهيرة فى رائعة الأديب الكبير توفيق الحكيم «لو توحد الجميع على قلب رجل واحد وراء مطلب واحد لانصاعت الإرادة والسلطة والقوة وكل شىء» من روائع «عودة الروح».

--

رئيس لجنة المرأه بالقليوبية

وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

 

[email protected]