رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

لم يذكر الدستور المصرى أن الغناء الرسمى للدولة هو غناء هانى شاكر، وأنغام، ومدحت صالح.. ولم يحدد الدستور أن غناء أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم هو المصدر الأساسى للغناء المصرى.. وأى غناء آخر هو غير شرعى أو غير وطنى، وخروج على الدستور والقانون والنظام العام ويستوجب المنع واللعنة والمحاكمة!

فلماذا الناس فى مصر، سواء كانوا مسئولين أو فنانين أو حتى نقادا، للأسف، لا يستوعبون مسألة التنوع والتعدد والاختلاف فى الفن.. ووصلوا إلى مرحلة رفض كل ما هو جديد، ولا أعرف حقيقة السبب وراء التمسك فيما يسمى بالثوابت فى كل شيء مع أن الحياة بصفة عامة متغيرة.. ولا شيء فيها ثابتا، ولا شيء على حاله من، والانسان نفسه يتغير شكلا وتفكيرًا وسلوكًا.. ومع ذلك يقبلون أن يظلوا ثابتين على نوع واحد من الغناء وهم أنفسهم يتغيرون كل يوم؟!

ومنذ سنوات، أجريت حوارًا مع الروائى والناقد الراحل إدوارد الخراط، منشور فى «الوفد» حول أدب النوبة، وكان العديد من الأدباء بما فيهم النوبيون يرفضون تسميته بالنوبى، وإنه أدب مصرى حتى لا نقول أدبًا صعيديًا أو بحراويًا أو سيناويًا.. ولكن الخراط الوحيد الذى لم يمانع وقال إنه نوع من التنوع فى إطار الوحدة.. وروى لى أنه تم اختطافه فى أحد الأيام وكاد يقتل بسبب رفض الذهنية العربية للتنوع فى الآراء والاختلاف السياسى وقبول الآخر.. عندما قامت مجموعة من أفراد جماعة أبو نضال التابعة للنظام العراقى فى عام 78 باختطاف طائرة فى مطار قبرص بعد اغتيالهم وزير الثقافة المصرى يوسف السباعى لسفره مع الرئيس السادات إلى إسرائيل وكان على متنها 11 شخصا من رهائن مصريين وعرب من ضمنهم الخراط الذين كان يحضر مؤتمر التضامن الأفروآسيوي!

ولو أمكننى أن أصرخ للخراط من الأرض ويسمعنى لقلت له لا زلنا يا اديبنا الكبير نرفض الاختلاف والتنوع حتى فى الغناء وليس فى السياسة فقط!

وقد شاهدنا مؤخرًا الكثير من المعارك الوهمية حول أعمال فنية ذات طابع مختلف عن السائد مثل أغانى المهرجانات، أو مثل أزمة فيلم «ريش» والهجوم العنيف ضدهما لمجرد أنهما ابتعدا عن النمطية، وخاصة « ريش» الذى قدم معالجة جديدة لأزمات اجتماعية قديمة وبفنانين يختلفون عن الذين اعتدنا عليهم.. وواجه هجومًا عنيفًا ليس لأسباب فنية ولكن لأسباب وطنية!

وقريبًا ستكون المعركة ساخنة مع مغني الراب المصرى.. وخاصة بعد ظهور المغنى «ويجز» فى ملابس مختلفة خلال حفل فى السعودية..ويعتبر « ويجز» واحدا من أبرز مغني الراب حاليًا، ومن أهم أبناء جيله الان، ويمكن القول إنه محطة مهمة فى تاريخ الراب المصرى، هذا اللون من الغناء الذى بدأ فى مصر مع بداية الألفية الجديدة، بعد ظهوره فى السبعينيات بحى برونكس، بولاية نيويورك على أيدى الأمريكيين الأفارقة، ثم انتشر عالميًا فى التسعينيات، وصار له جمهور كبير جدًا فى مصر وخاصة بين الشباب بالطبع!

ومشكلة الغناء المختلف مثل الراب، والمهرجانات، لازال التعامل معها باعتباره غناء ممنوعا وتحت السلم، رغم أن هناك تجارب مهمة لهذا النوع من الغناء تستحق الوقوف عندها، وربما أعمق بكثير من الغناء الرسمي!

[email protected]