رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

أتم الله نعمته على وأكملت جرعة مصل الكلب, وأنقذنى المولى عز وجل من خطر عظيم,لأن الثابت فى جميع الدراسات والأبحاث , أنه بمجرد وصول الفيروس إلى الجهاز العصبى المركزى فى مخ المصاب تبدأ أعراض مرض داء الكلب أو السعار فى الظهور,وهى تشبه إلى حد كبير أعراض الانفلونزا، فى هذه الحالة لا يمكن انقاذ المصاب أو علاجه أو التخلص من العدوى، وغالباً ما تتدهور حالة المريض بصورة سيئة خلال أيام معدودة، ثم يصل إلى حالات التشنجات والإغماء التى تقوده إلى الموت السريع.

والمشكلة فى الإصابة بالسعار أن الوفاة تحدث بداية من ثلاثة أيام وتمتد إلى 11 يوماً، فعند ظهور الأعراض تكون احتمالات وإمكانية البقاء على قيد الحياة ضعيفة ونادرة، حتى وان تناول المصاب كافة الأدوية والأمصال واللقاحات، ونال الاهتمام الصحى الكامل وتعاطى الدواء ومكث فى العناية المركزة.

الغريب أن الكلاب – سبب جميع هذه المشاكل - هى الحيوانات الأليفة المفضلة فى جميع أنحاء العالم, وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 900 مليون كلب على كوكب الأرض, و يختلف المؤرخون حول متى وأين بدأ البشر استئناس الكلاب لأول مرة, فهناك اعتقاد بأن الكلاب الأولى عبارة عن ذئاب استأنست نفسها وانجذبت إلى مكان التجمعات البشرية وأول فصائلها التى تم التعرف عليها يرجع تاريخها إلى نحو 9000 سنة قبل الميلاد, وربما كانت تلك الفصيلة من نوع الكلب «السلوقي» الذى يستخدم فى الصيد, وتم العثور على بقايا الكلب فى وقت مبكر فى الصين فى الفترة بين 5800 و7000 قبل الميلاد، حتى إن هناك موقعا لدفن الكلاب في» يوتا «-إحدى الولايات الأمريكية -حيث تشير التقديرات إلى أن تاريخه يعود إلى 11000 سنة.

وعندما يموت كلب فى مصر القديمة، فإن أصحابه- إذا كان بإمكانهم ذلك- لا يتوانون عن العمل على تحنيطه بنفس الرعاية التى يحظى بها أحد أفراد الأسرة البشرية, كما أن أصحابه كانوا يحلقون حواجبهم علامة على الحزن الشديد.

 وفى الصين القديمة كان الاعتقاد السائد أن الكلاب هبة من السماء، وكانت دماؤها تعتبر مقدسة لدرجة أنها كانت تستخدم فى ختم الإيمان وقسم الولاء.

 وفى الأمريكيتين، احتفظت قبائل «المايا» بالكلاب كحيوانات أليفة، ولكنها كانت مرتبطة أيضا بالآلهة, وقيل إن الكلاب كانت تقود أرواح الموتى عبر فسحة مائية تسمى «زيبالبا» وعندما تصل الروح إلى هذا العالم السفلى، كان الكلب يساعد فى إرشاد المتوفى لعبور تحديات وضعها أقطاب زيبالبا من أجل الوصول للجنة.

 وسلالات الكلاب ذات الوجوه الحادة المدببة، تعيش عادة لسنوات أطول مقارنة بالكلاب ذات الوجوه المسطحة، مثل «البولدوج» والكلاب الآسيوية.

وتؤكد التجربة أن الكلاب تمتلك مهارة بارعة فى قراءة إشارات الجسم البشري, وقد كشفت الأبحاث فى جامعة كولومبيا البريطانية أن ذكاء الكلاب يمكن أن ينافس ذكاء الطفل البشرى من عمر سنتين حتى سنتين ونصف السنة, حتى إنه يمكن للكلاب فهم 150 إلى 200 من الكلمات، وحتى العد إلى 4 أو5.

ولكن هذه المخلوقات الجميلة الذكية أصبحت تهدد حياة البشر على وجه الأرض, وتسبب مشاكل جسيمة للكبار قبل الأطفال, وتهدد الأمن النفسى للمارين بجوارها, وتحدث نوعًا من الإرهاب الجسدى - فأنا شخصيا أصبحت أتحسس موضع العضة عندما أرى كلبا- هى معضلة بكافة المقاييس, يجب الاعتراف بها أولا , ثم مواجهتها بكل حسم وسرعة ,مستفيدين من التجارب العالمية السابقة,لنصل إلى إجابة شافية كاشفة لسؤال:كيف نحافظ على حياة الكلاب ونحمى البشر فى آن واحد؟.

[email protected]