عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم الثلاثاء الماضى أول شهر مارس،نشرت جريدة الوفد فى صفحتها الأولى الخبر التالى (قضت محكمة جنايات المنيا بإعدام ٦ متهمين وعلى اثنين آخرين بالسجن المشدد عشر سنوات لقيامهم باختطاف طفل واحتجازه وإلقائه حيًا بمصرف المحيط بمركز سمالوط شمال المنيا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بقصد طلب الفدية من أسرته).

والمصيبة الكبرى أن المتهمين متعلمون وحاصلون على شهادات وتقترب أعمارهم من الثلاثين عامًا أو تتجاوزها وتدور أحداث القضية خلال الفترة من ١٦ إلى ١٨ أكتوبر ٢٠١١ عندما اختطفوا الطفل وأوثقوه بالحبال واقتادوه عنوة معصوب العينين والقوة فى المصرف حتى أيقنوا غرقه قاصدين قتله للمطالبة بفدية مالية من أسرته. 

وكأننى كنت حاضرًا تلك اللحظة المأساة للطفل لكى تعيد إلى ذاكرتى مئات أو آلاف المآسى الإنسانية منذ أن بدأت إلقاء محاضراتى عن القانون الإنسانى الدولى لطلاب كلية الحقوق حتى أن طلابى فى الكلية كونوا أسرة باسم أسرة إنسان مهمتها نجدة ومعاونة ضحايا المآسى والظروف الإنسانية الصعبة وكان ذلك دافعًا لنشر مؤلفاتى عن قانون حقوق الإنسان ومطالبتى المجلس الأعلى للجامعات بأن يعتمد تدريس تلك المادة فى جميع كليات الجامعات. واستجاب المجلس برئاسة الأستاذ الدكتور الإنسان مفيد شهاب وقتما كان رئيسًا لجامعة القاهرة جزاه الله خيرًا وتخصصت فى الدراسات العليا بالتركيز على الانسانية وقانونها الدولى وممارساتى الشخصية فى الحالات والقضايا الإنسانية التى نشرت عنها عدة مقالات مما جعلنى أنزعج بشدة من الخبر الذى نشرته جريدة الوفد فى صفحتها الأولى يوم الثلاثاء الماضى وجعلتنى أتساءل: ما الذى جرى فيك يا مصر التى كنا ومازلنا وغنينا لها الأناشيد فى المدارس (مصر.. مصر أمنا وحبنا) (مصر التى فى خاطرى وفى فمى احبها من كل روحى ودمى يا ليت كل مصري يحبها مثلى أنا.. مثلى أنا) مصر التى حملنا السلاح من أجل الدفاع عنها فى الحروب ولو متنا فى سبيلها فكيف يحدث فيها ما حدث للطفل الذى اتمثل فيه أولادى وأحفادى حفظهم الله وأتذكر دعاء أمى رحمها الله وقد حباها بسبع ولادات طيبات وكانت تحرص بعد كل ولادة ان تخرج زكاة طيبة لكى يحمى ربنا مولودها ثم تكرر ذلك عند كل ميلاد بأن ترسل لخادم المسجد القريب حلة كبيرة بالأرز واللبن تحلية للذكرى الحلوة الطيبة ومصرنا الطيبة ودعاؤنا لها دائمًا بالسلامة من كل الجرائم ضد الإنسانية.. ولا يحدث فيها مثل تلك الجريمة البشعة التى نشرتها جريدة الوفد.. والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين… قولوا آمين.