رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استكمالًا لما سبق.. نقول.. لقد تم تدمير كل القيم بشكل منظم بدءًا من الانفتاح الاقتصادى.. انفتاح السداح مداح.. هنا تموت القيم الحقيقية ويعلو كل ما هو سطحى وردىء ومقزز.. وانسحب ذلك على الفنانين، فنجد الهلفوت، والمشبوه، ثم وجدنا ذلك الذى لا يقدم لنا إلا النماذج الرديئة.. العرى والبلطجة ويجمع الأموال ويتفاخر بمدى ما لديه من أساطيل العربيات والطائرة الخاصة، ويقيم الحفلات ويستعرض عرى جسده.. مثل تلك النماذج رسخت واستقرت فى الذهنية العامة للمجتمع.. ومن ثم وجدنا الانهيار العام فى المنظومة التعليمية التى تحتاج إلى إعادة البناء والصياغة والرقابة بصرامة وبحزم.

الآن نضع الأمر أمام الرئيس السيسى.. وما يقوم به فى الدولة مبهر ومذهل بكل المقاييس.. من هنا لا نجد إلا هو لأن نضع التعليم أمام عينيه.. لابد من إعادة النظام والرقابة للمنظومة التعليمية وهى تبدأ من المناهج.. ثم الانضباط.. ثم رفع حالة المعلم المادية والمعنوية وتأهيله بكل الوسائل التى تعينه على أداء واجبه.. آن الأوان أن تنضبط المدارس ولن يكون ذلك إلا بإدخال بعض القيادات العسكرية لإعادة الانضباط.. الشباب وكل الجيل الآن مفتقد للانضباط وكل شىء مباح.. إعادة الانضباط أصبح حتمية ولن يكون ذلك إلا عن طريق قيادات لها صفة الحزم والضبط وهذا لن يتوفر إلا فى المنظومة العسكرية.

ما يجعلك تندهش وتسأل: أين مدمنى الفيس بوك؟ ولماذا لم نجد منهم من يعلق وينفعل ويكتب ويصرخ كما فعلوا مثلًا: فى فيلم لمنى زكى.. فالأمر عادى وبسيط.. هم فقط يتحركون ويشعلون الدنيا فى الأمور الفارغة أو التى تجعلهم يحصلون على اللايكات والتعليقات والبوستات.. من هنا أنا لا أحب هذا الفيس، من الضرورى والحتمى الاهتمام بالتعليم فى مصر، لابد أن نركز فى التعليم على كيفية إخراج فرد لديه القدرة أن يصنع.. أن يطور.. أن يبتكر.. علينا أن نجعل العلم يعتمد على التفكير الابتكارى والنقدى، ونبتعد عن ذلك التعليم الذى ينصب على الحفظ وتكديس المعلومات والتى لا يتذكرها بمجرد انتهاء الامتحان، لذلك حالات الغش هى السائدة.

علينا أن نغير من طبيعة المناهج بجعلها تقيس قدرة الابتكار وقدرة الملاحظة والقدرة على وضع الحلول،وعلى قدرة التفكير النقدى.. أيضا الاهتمام بالنشاطات التى تحقق ذاتية الطلاب فى كل المجالات.. ويكون التقييم على ما قد حصله من مميزات وقدرات وتكون تراكمية.. وأن يكون التعليم عمليًا من الدرجة الأولى، لكن وضع مناهج تعتمد على الحفظ والتلقين أو البحث عنها عن طريق بنك المعلومات فهى أيضًا حفظ ووضع المعلومة التى بحثت عنها على الورق، لابد من اختلاف الطريقة أن نعطى أسئلة لا تعتمد على الحفظ.. لابد أن تكون الأسئلة مثلًا: هل تعتقد حالة القذارة والزبالة المنشرة فى كل مكان.. هى مسئولية الدولة أم مسئولية الأفراد والمجتمع؟ ما هو الجزء الخاص بالدولة والجزء الخاص بالمواطن؟ كيف يمكن حساب الدولة وحساب المواطن؟.. هل أسهمت أنت وأصدقاؤك فى الحفاظ على النظافة؟ يقولون لك وحفظنا: إن النظافة من الإيمان.. هل تطبق ذلك؟ وكيف؟ وهكذا.. كلها أسئلة مفتوحة لا تحتاج إلى الحفظ وبالتالى نقضى إلى حد ما على ظاهرة الدروس الخصوصية، وتلك المراكز والسناتر التى تتحدى الوزارة وتقف كل الأجهزة عاجزة عن المواجهة، والسبب أننا لم نفكر بطريقة غير معتادة.. وقد يكون هناك مصالح لدى البعض لأن يصبح التعليم بهذا السوء وبهذه الدرجة من التدنى.. لأن هناك من يكسب من هذا الأمر.. سواء فى وضع المناهج العقيمة، أو طريقة الامتحانات.. فلهم استفادة بطرق عديدة. (وللحديث بقية).

-

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال أكاديمية الفنون