رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

قيل إن امرأة فقيرة اشتهت قرطًا من الذهب، تزين به أذنها، فراحت تدخر القرش على الآخر، تحرم نفسها من كل ملذات الحياة، حتى جمعت قيمة المبلغ.. ذهبت السيدة إلى السوق واشترت القرط، وعادت إلى بيتها، لا تكاد الدنيا تسعها من الفرح، فوقفت على باب الكوخ تنظر إلى القرط بسعادة غامرة. كان فى القرط خرزة حمراء، والطيور الجارحة تهوى اللون الأحمر، شاهد غراب المنظر فهوى على القرط بسرعة واختطفه منها وطار، وهنا صاحت قائلة «يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار».

نفس المشهد تقريبًا يتكرر، لكن هذه المرة مع الحكومة وضريبة الأرباح الرأسمالية.. الحكاية باختصار بدأت منذ التلويح فى تطبيق ضريبة البورصة، وسوق الأسهم لم ير خيرًا، حتى الطروحات التى تم طرحها مؤخرًا، لم تترك أى مؤشر إيجابى للسوق، بأن القادم أفضل، بل تبخرت القيم السوقية لهذه الشركات.

طمع الحكومة، فى مكاسب المستثمرين فى البورصة، دفعها إلى التضحية بضريبة الدمعة «المضمونة» والإصرار على ضريبة الأرباح «إلا أنت ونصيبك»، وكأن هؤلاء المستثمرين «يغرفون من ذهب»، إلى أن وصل الأمر إلى إحجام المتعاملين عن ضخ سيولة إضافية فى السوق، من شأنها «تحريك المياه الراكدة».

منذ العمل بالضريبة أول يناير الماضى 2022، والسوق، «لم ير يوم يسر»، جلسات دامية، وتراجعات بصورة مستمرة، وهروب للمستثمرين الأفراد، وتخارج للأجانب، نتيجة غياب المحفزات، وافتقار السوق للعمق والسيولة، التى تعتبر اللاعب الرئيسى فى جذب الأموال.

العند فى البيزنس تعنى الخسارة، وهو ما تفعله الحكومة عناد وإصرار على تطبيق ضريبة، كل المؤشرات تكشف عن أن حصيلتها ستكون «ملاليم»، كون السواد الأعظم من المستثمرين لم يتذوقوا طعم المكسب، بسبب التراجعات الحادة، للأسهم، ثم جاء الغزو الروسى لأوكرانيا، الذى لا أحد يعلم موعد إيقافه أو حتى التهدئة، ليقضى كل ذلك على بصيص الأمل من حصيلة ضريبة الأرباح الرأسمالية، فى ظل التراجعات الحادة للأسهم، والمستمرة، رغم أن هذه الأزمة ليست بالمنطقة، فى الوقت الذى تشهد أسواق المال لدول الأزمة نشاطًا غير عادى، بما يؤكد هشاشة، وضعف السوق المصرى.

هذه المؤشرات لم تشفع للحكومة العمل على إعادة النظر فى ضريبة الأرباح الرأسمالية، لعل وعسى يشهد السوق انتفاضة جديدة، وصعودًا للأسهم التى بات أمرها محزنًا للغاية لتدنى أسعارها.

ياسادة.. ليس عيبًا أو جريمة أن تعيد الحكومة حساباتها فى مسألة ضريبة الأرباح الرأسمالية.. لأن حصيلتها أخدتها الخسائر وطارت.