عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

والمقال ليس عن واحدة من أجمل أغانى «محمد عبد الوهاب « وأكثرها رقة وتوددا، بل هو سؤال أستعيره من مؤلفها « أمين عزت الهجين»لأوجه للأمين العام للجامعة العربية « أحمد أبو الغيط « الذى قال فى تصريح أخير، إن ظروف تجميد عضوية سوريا فى القمة العربية، لاتزال قائمة. وبما أن «أبو الغيط « لا يعبر عن رأيه، بل إن رأيه هو محصلة مواقف أغالبية القادة العرب، بعد أن تم تعديل ميثاق الجامعة لكى تصدر القرارات بالأغلبية بدلا من الإجماع، فيغدو السؤال بذلك موجها للجميع :متى تحين الظروف لكى تستعيد سوريا مقعدها فى الجامعة العربية، وهى واحدة من الدول السبع التى أسستها ؟! 

فى التاسع من مارس القادم، يعقد وزراء الخارجية اجتماعا للاتفاق على موعد نهائى لعقد القمة العربية المقبلة،فى الجزائر،وهو الموعد الذى جال الرئيس الجزائرى « عبد المجيد تبون « عددا من الدول العربية،من أجل تأجيله،من مارس هذا العام، كما هى عادة القمم الدورية المقررة منذ عام 2000، إلى نهاية العام الحالى. ليس هذا فقط، بل الاتفاق كذلك،على جدول أعمال القمة، بعد اعتراض بعض الدول على إدراج قضية التطبيع مع إسرائيل على جدول أعمالها، ومعارضة بعضها الآخر، لدعوة سوريا للمشاركة فى القمة.

وإذا كان القرار العربى يتسم منذ عقود بالمفارقات المدهشة،إذ يقول الشىء علنا ويعمل على غيره فى الخفاء، فإن الظرووف الدولية والإقليمية والعربية، لم تعد تحتمل ذلك الازدواج. فقد خسر من كانوا يراهنون على سقوط نظام «بشار الأسد « رهانهم، ولكن بعد أن دفع نحو 400 ألف ضحية سورى حياتهم وفقد أكثر من 5 ملايين مهاجر استقرارهم. أى أن العزل والحصار والمقاطعة، أبقت على النظام، وأضرت بالشعب السورى وحملته أثمانًا باهظة. 

معظم الدول العربية تقيم علاقات تجارية وسياسية مع سوريا « بشار الأسد «. ومن الأصل، لم يقطع العراق ولبنان علاقتهما مع دمشق، وأعادت دولتا الإمارت العربية والبحرين فتح سفارتيهما معها، منذ أربعة أعوام، وتقود مصروالإمارات والأردن جهودا دبلوماسية حثيثة ومخلصة، فى الداخل ومع الولايات المتحدة، لتفادى تأثيرعقوبات قيصر المفروضة على سوريا،من أجل استعادة موقعها فى الجامعة العربية، واتمام مصالحة بين نظامها الحاكم،وبين الدول العربية. 

فى ثمانينيات القرن الماضى، شجع الرئيس الأمريكى «دونالد ريجان « على إقامة تحالفات بين دول عربية فى مواجهة بعضها البعض، لعرقلة أية تسوية عادلة للصراع العربى مع إسرائيل،وحصار سوريا « حافظ الأسد «الذى كان يرفض التطرق لأية تسويات دون شرط أو قيد،ودون أن تنطوى على إجلاء إسرائيل عن الجولان المحتل. 

وفى تلك الأثناء التأمت قمة ثلاثية بين مصر والأردن والعراق،فى بغداد، التى كانت قبل ذلك بست سنوات عاصمة لقمة الصمود والتصدى، التى اتخذت قرارا عربيا بمقاطعة مصر، اعتراضا على توقيعها لاتفاقيات كامب ديفيد،ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. وانتهت القمة بدعم مصرى وأردنى ومن ثم خليجى، لصدام حسين لمواصلة حربه العبثية مع إيران. التى امتدت نحو 6 سنوات، تحطمت خلالها قدرات الدوالتين المادية والعسكرية، واعترفت الأمم المتحدة فيما بعد،بأن العراق كان هو الطرف الذى بدأ الحرب. 

لم يكن بعيدا عن تلك النتائج قول دونالد ريجان أنذاك بالنص : أليس من الأفضل للولايات المتحدة الأمريكية،أن يسقط كل شىء،حتى يتم بناء كل شىء، طالما لم نحقق الأهداف التى نتوخاها ؟! 

سقط كل شىء يا سادة،وخربت مالطا،فهل آن آوان للم الشمل العربى، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية ؟