رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

منذ أن طل علينا «السوشيال ميديا» أثبتت وسائل التواصل الاجتماعى وأخواتها من التطبيقات أنها وسيلة رخيصة، لتدمير أجساد وعقول وأفكار ومعتقدات جيل كامل من الفئات العمرية المختلفة واختراع لإشعال الفتن والأزمات بين المجتمعات واختلاق الأكاذيب، وتشويه الحقائق من قبل جهات شيطانية ثبث السموم بما يخدم أهدافها... بعيدا تماما عن الهدف الحقيقى الراقى من التواصل المحترم وتبادل الخبرات.

هذا وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كبير فى إماطة اللثام عن جانب من جوانب الانحلال الأخلاقى الذى تعرفه المجتمعات العربية، والذى كان فى مراحل سابقة يتم فى الخفاء، فى ظل النفاق الاجتماعى ووراء ستار (الأخلاق) والتدين.

التواصل الاجتماعي «الفيس بوك وغيره من برامج» الشات «يفقدك قراءة وجوه الآخرين ومرآة لتزييف المشاعر والملامح.. بإمكاننا أن ندّعى الحزن والبكاء كتابة... وفى الحقيقة هناك ضحكة شيطانية لتوقع المقابل فى الفخ الأوهام ... التواصل الاجتماعى أفقدنا الإجابات الحقيقية... وجعلنا نلحُّ بأسئلة ربما يجد المسئول حرجًا فى إجابتها بشكل مباشر وأحاديث إلكترونية صماء.

ظهرت مؤخرا كوارث ومشاكل أكثر خطورة مع ظهور «الشات» فى تطبيقات الهواتف الذكية، كالتنمر الإلكترونى ونشر صور وأحاديث المفترض أنها خاصة وبمجرد اختلاف الأصدقاء تحدثت المصالح، وأصبحت أداة رخيصة لتلويث السمعة وهتك الأعراض، الأمر الذى يؤدى إلى انتشار حالات القتل والانتحار بين الشباب وانهيار الأسر خاصة التى تخشى الفضائح... إلى جانب الانهيار الاخلاقى وتفشى الفاحشة بطرق رخيصة سهلة التداول من خلال غرف مغلقة... آفة تقضى على الأمم وتفرق الجماعات ويهدر الوقت ووسيلة رخيصة لتكاثر الذنوب والخطايا وقطع الصلة بين العبد وربه.

والكارثة الأكبر أن المنصات الإلكترونية والمواقع أصبحت فى  أحيان كثيرة أداة للتحريض على العنف والارهاب فى الدول والمجتمعات، ورصد آلاف المشاركات فى هذه المواقع تحرض على الطائفية أو العنف والارهاب بشتى الصور والأساليب، وبتوجيهات من جهات خارجية لقوى الشر للنيل من هيبة وكرامة والأمن القومى للدولة المصرية والعربية، وهذه الجوانب اكثر خطورة فى دولنا العربية بالذات. فى الوقت الذى نتعرض فيه لهجمة شرسة  تستهدف النيل من استقرار الوطن ونواجه مخططات كبرى اجرامية تستهدف تدمير مجتمعاتنا.

أصبحنا نشتاق لزمن التليفون الأرضى الذى لا يمتلكه غالبية الناس.. فجربوا أن تعيشوا حياتكم خارج الأجهزة الإلكترونية.. وأن تنغمسوا فى تفاصيل حكاياتكم خارج أسوار الهاتف.. وأن تكتبوا مشاعركم بعيداً عن الجدران الثلجية للتكنولوجيا.. فالحياة خارج الأجهزة بسيطة أجمل بكثير وأصدق.

أصبحنا سجناء داخل فضاء إن تعطلت وسائل التواصل  تعطلنا.. أصبح الناس مسجونين داخل هواتفهم محبوسين داخل مشاعر زائفة.. بنشوة اهتمام زائف بينما يقاسون الوحدة ويعانون اختناق أرواحهم تدريجيًا حتى دون أن يشعروا بذلك، أما الحب فقد انزوى فى ركن ضيق يموت بالبطىء، بينما الناس تنتشى بابتسامات يمثلونها  وفرح يفتعلونه. وهم السعادة شغل الناس عن السعادة وجعلهم كسالى عن أن يصنعوها عبر كثير من لحظات الحب الحقيقى  والاهتمام الصادق والمشاركة ده بمناسبة عيد الحب.

الحقيقه الغائبة أن الإنترنت لا يفسد المجتمع.. المجتمع فاسد وأظهر حقيقة أمراضه على الإنترنت، فقد نجحت مواقع التواصل  فى ترميز التافهين أيضا، أى تحويلهم إلى رموز ومشاهير يقتدى بهم كمثل أعلى لشخصيات أكثر تفاهة وعقول مسخ، فى الوقت الذى نعيش فى زمن إن سمعوا عنك خيرا أخفوه...وإن سمعوا عنك شرا أذاعوه وإن لم يسمعوا عنك أى شيء اخترعوه.

أن تحافظ على نفسك من الضياع هو أمر بالغ الأهمية اليوم، فى هذا المجتمع التائه.. يجب أن يقوى الشخص على رفاهيّة امتلاك شخصيّة تلتزم بتصرّفات معيّنة فى الحياة، بتماسك منطقى داخلى وأسلوب يعتمد على الاستقامة والشجاعة الفكريّة فى كلّ العلاقات البشرية كلّ ذلك بوضوح شديد، بدون استعراض، ولا كلمات منمّقة أو عقليّة متزمّتة.