رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الفن.. هو أعظم ما تصدره أمريكا لشعوب العالم.. وليست الأسلحة كما يتصور البعض.. فالسينما الأمريكية هى أهم سلعة تبيعها للدول، وتسوّق من ورائها كل السلع الأخرى من الإبرة إلى الصاروخ.. والبطل الأمريكى القادر على هزيمة كل الناس، وفعل كل شيء لم يتم إنتاجه فى المصانع بل فى استوديوهات السينما بهوليوود.. فلا تستهينوا بعوائد الفن المادية والسياسية!

ولستم بحاجة بمن يذكركم بالحقيقة المعروفة والمؤلمة، والتى فقدت فى نفس الوقت معناها وتأثيرها من كثرة تكرارها.. وهى أن السينما فى مصر كانت ثانى مصدر للدخل القومى بعد القطن.. ولأننا، للأسف، فقدنا القطن كمصدر أول للدخل، مع أن سمعة القطن المصرى الدولية ما زالت موجودة وهو غير موجود.. ولأننا كذلك لا نعرف ما هى، أم سلعة نصدرها الآن ويعرفنا بها العالم.. فلماذا لا نعمل على إعادة صناعة السينما كمصدر أول وثانٍ للدخل.. على الأقل فى منطقتنا العربية!

وإذا كانت عوائد السينما فى الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات احتلت هذه المكانة المتقدمة فى الدخل، مع أن الدول العربية وقتها لم تكن على نفس درجة التقدم الموجود الآن، فما بالكم وكل هذه الدول حاليا تشهد نهضة حضارية، تفوقت علينا فى بعض جوانبها، وزادت فيها دور العرض، هذا بخلاف الفضائيات وأخيراً المنصات الإلكترونية، وبالتالى أصبحت مساحات تسويق الفيلم المصرى أكبر وأوسع.. خاصة لا أحد ينافسك فى هذا المجال حتى الآن، ولا يزال إنتاج السينما المصرية يمثل ثلاثة أرباع الإنتاج العربى من السينما، والفنان المصرى ما زال رقم واحد فى سوق السينما العربية حتى الآن أيضاً!

وأدعو.. وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبدالدايم، إلى تبنى إقامة مؤتمر موسع حول مستقبل السينما فى مصر، يضم كل أطراف هذه الصناعة الحيوية.... فمن المؤكد فى ظل تقدم الآخرين لن نكون الأول دائمًا، ولا نعرف ماذا سيخبأ لنا المستقبل إذا استمر حالنا على ما هو عليه؟

وأعلم.. أن البعض من أطراف صناعة السينما لن يقبلوا كثيرًا على حكاية المؤتمر بناء على ما تم قبل ذلك من محاورات وحوارات، والكثير من الندوات والجلسات حول السينما فى مصر، وخرجت منها توصيات عديدة، وأعلم كذلك أن مصير هذه التوصيات كان أدراج المكاتب.. ولكن الوضع الآن تغير كثيرًا عن السنوات الخمس الماضية فى ظل دخول دول مثل الامارات والسعودية المجال السينمائى بقوة.. وحتى إذا رأينا أن دخولهما له جانب إيجابى من ناحية زيادة دور العرض، وبالتالى زيادة منافذ توزيع الفيلم المصرى، الذى لا زال حقيقة يزاحم الفيلم الأجنبى فى دور العرض الجديدة بالخليج.. فمن المؤكد تحتاج تطوير إنتاجك لتتمكن من المنافسة!

ولهذا.. نحن فى حاجة إلى تحرك سريع حتى لا يكون مصير السينما المصرية مثل القطن المصرى مجرد تاريخ وسمعة بلا وجود حقيقى فى الغيطان!

[email protected]