رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شغلتنا صحف الثلاثاء الماضى بقضيتين تتعلق أولاهما بمشكلة سد النهضة الإثيوبى وتقول عنها جريدة الأهرام فى الصفحة الأولى (إرادة مصرية للتوصل لاتفاق ملزم حول سد النهضة) وتقول عنها جريدة الوفد فى صفحتها الأولى (السيسى يقول إن مصر تتحلى بإرادة سياسية للتوصل لاتفاق قانونى ملزم حول السد الإثيوبى) وهو ما تعلنه جريدة المصرى فى صفحتها الأولى (الرئيس: نسعى لاتفاق ملزم حول سد النهضة) وهذه المشكلة الدولية عرضناها فى مؤتمرات علمية للمختصين من أساتذة الجامعة ونشرنا نتائجها فى عدة مقالات صحفية خلصنا فى آخر مقال بشأنها إلى ضرورة عرض المشكلة على مجلس الأمن الدولى للقول الفصل فى تعنت إثيوبيا وعنادها التعسفى ضد حل المشكلة سلمياً وفقًا لنصوص القانون الدولى العام عن الأنهار الدولية واتفاقية الأمم المتحدة فى هذا الشأن المبرمة عام ١٩٩٧.

أما القضية الثانية الهامة جدًا والتى نشرتها صحف الثلاثاء الماضى فهى قضية انسانية ابكت شعوب العالم وخاصة الآباء والأمهات والأجداد مثلنا منذ ان صدمتنا أنباء سقوط الطفل المغربى ريان فى بئر عميقة وعجزت كل وسائل الانقاذ عن إخراجه حيًا مدة خمسة أيام من المعاناة حتى مات المسكين.

وقالت عنه جريدة الاهرام فى الصفحة السادسة تحت عنوان (المغرب يشيع جثمان الطفل ريان) الذى سقط فى البئر والعالم يبكى سقطة طفل ذكرت الملايين بالانسانية منذ اعلان النبأ الحزين الذى صدرت بشأنه مواساة من قادة دول ومسئولين رسميين فى عدة بلدان وعن شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان ومشاهير رياضيين وفنانين فى العالم العربى وخارجه وقالت جريدة المصرى فى صفحتها الأولى تحت عنوان الفصل الأخير لقضية انسانية هزت العالم وحبست أنفاسه لمدة مائة ساعة متواصلة منذ أن سقط ريان البالغ من العمر خمسة أعوام فى البئر العميقة التى حفرت قبل عشرين عامًا فى منطقة ريفية جبلية مجاورة لمنزله وفشلوا فى إنقاذه حتى أسلم الروح ومعه عزاء ملايين العالم التى أحزنتهم المأساة الإنسانية.

ومن فضل ربنا علينا ان جاهدنا وما زلنا نجاهد من أهل الانسانية التى دفعتنا لنجدة الطالب فى الطريق الدولى الفرنسى بين باريس وستراسبورج بعد أن سقط من الإعياء لفشله فى إيقاف أى سيارة لتوصيله فتوقفت وحملته فى طريقى للمدينة على الحدود الفرنسية الألمانية وتكرر الموقف عندما شاهدت رجلاً كبير السن يحمل طفلاً على كتفه ويجرى نحو مستشفى الشاطبى للأطفال بالإسكندرية فتوقفت بالسيارة ودعوته لتوصيله وحمدت الله أن ساعدنى على تلك المهمة والتى تكرر مثلها عند مخرج المستشفى الأميرى بمحطة الرمل إذ لمحت سيدة تقود طفلاً يرتعش. ويبكى مع بكائها ورجائها لسائق التاكسى أن يوصلها فرفض لأن الطفل كان ينزف دمًا فتوقفت فورا بسيارتى ووعدت الأم لتوصيلها وابنها إلى بيتهما القريب كما قالت لى وساعدنى ربنا سبحانه وتعالى لاداء تلك المهمة الانسانية مع غيرها من المهام الانسانية فى القضايا امام المحاكم التى أترافع أمامها.

وساهم معنا المجلس الأعلى للجامعات بتعزيز حقوق الانسان التى نقوم بتدريسها فى قسم الليسانس بكلية الحقوق إذ استجاب لطلبنا وأصدر قرارًا بتعميم تدريس مادة حقوق الإنسان فى كل كليات الجامعات ليتخرج منها الطبيب الانسان والمهندس الإنسان وكل خريجى الجامعات تعميمًا للإنسانية كما يقول عنوان هذا المقال.