رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بهدوء

 

 

 

جاء معرض الكتاب هذا العام فى ظل أجواء غير طبيعية من انخفاض شديد لدرجات الحرارة، وانتشار فيروس أوميكرون، واستمرار موسم الامتحانات فى الجامعات والمدارس، وكان لهذا تأثيره السلبى على أكبر حدث ثقافى فى مصر، وثانى أكبر معارض الكتاب على مستوى العالم، حيث قلت نسبة الإقبال على معرض الكتاب فى أيامه الأولى، وهو ما انعكس بالسلب على حركة البيع والشراء فى المعرض، وما يؤكد على ضرورة أن توافق معظم أيام معرض الكتاب إجازة نصف العام حتى تستطيع الأسر المصرية الذهاب إليه، لأنه متى انتهت الإجازة كان الحضور جد كثيف للمعرض الذى تعتبره الأسرة المصرية مهرجانا كبيرا لهم، واستطاع الناشرون أن يعوضوا بعضا من خسائرهم فى أيام الإجازة الأخيرة فى المعرض.

وتظل الهيئة العامة لقصور الثقافة هى المكان الأكثر تأثيرا فى اصداراتها الهامة والأرخص سعرا، وكان مقر الهيئة هو الأكثر زيارة وترددا فى معرض الكتاب، فكانت الكتب الهامة عن هوية مصر ومدنيتها، والكتب المميزة فى تراثنا الفكرى والأدبى، التى عرضت بأثمان رخيصة للغاية، وبما يتوافق مع ميزانيات الطبقات الوسطى والفقيرة وكان الإقبال عليها كبيرا للدرجة التى يمكن اعتبار هذه الهيئة وأعمالها عروس معرض الكتاب، واستطاعت الدولة أن تقدم الأعمال العظيمة المعبرة عن هوية مصر فى عصورها المختلفة من العصر الفرعونى، والحقبة اليونانية والرومانية، ثم الحقبة الإسلامية، والمرحلة الحديثة والمعاصرة، فكانت العناوين الصادرة تعبر عن تعدد هوية مصر الخلاقة عبر العصور، ومن جانب آخر فقد لوحظ توقف صدور أعمال عن مكتبة الأسرة التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك على الرغم من الإقبال الكثيف على ما تبقى من اصدارات لمكتبة الأسرة من سنوات سابقة، وتوقف مكتبة الأسرة يعد خسارة كبيرة بالنسبة للمصريين، بما يعنى توقف التمويل الداعم لهذا المشروع، لأن إصداراتها قد شكلت وعى الكثير من الشباب، ولذا نحن نهيب بالدولة إعادة تمويل هذا المشروع فى ثوبه الجديد، حتى لو تم تغيير اسم المشروع، وذلك بناء على مشروع تأسيس الجمهورية الجديدة الذى ينبغى أن يرسخ لوعى جديد للمصريين بما يتوافق مع تدشين مرحلة جدية فى تاريخ مصر المعاصر، كما لاحظت ضعف الإصدارات الجديدة عن المركز القومى للترجمة، وتم تقليل نسبة الخصم على اصدارات المركز.

ولوحظ على معرض الكتاب هذا العام اختفاء الأعمال الابداعية فى مجال الفكر والثقافة، وهو ما يؤكد انحصار روح الإبداع فى مجالات الثقافة المختلفة، ولكن ثمة تساؤلات ملحة عن أولوية الثقافة داخل نسق الدولة المصرية الآن، خاصة بعد الخناقات التى دارت بعد تصريحات فنانى مصر بعد مهرجان السعودية، واحتلت مساحة كبيرة فى فضاء الانترنت فى الأيام السابقة، فيستطيع المال أن يصنع حدثا ثقافيا، لكنه لا يستطيع أن يفجر طاقات الإبداع التى تصنع الحدث، فنضطر إلى جمع المبدعين على أرضنا بقوة المال.