رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

النجاة من الوباء لا تكون دائماً نهاية القصة، فبعض الفيروسات يمكن أن تكون لها آثار صحية تستمر لعقود بحيث تؤدى فى النهاية إلى مجموعة من الأمراض المدمرة. الخبر الصادم هذا جاء به المختصون والخبراء ولقد سرى من قبل على عدوى الإنفلونزا، حيث كان الوباء سبباً فى ارتفاع حالات الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض «باركنسون»، وفى السنوات الأخيرة كانت هناك خطورة أكبر للإصابة بمرض باركنسون بين الناجين من تفشى فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، وفيروس غرب النيل، والتهاب الدماغ اليابانى، وفيروس كوكساكى، وفيروس التهاب الدماغ الخيلى الغربى، وفيروس انشتاين بار، واليوم من الناجين من فيروس كورونا. ويعتقد أطباء الأعصاب الذين يحاولون فهم سبب حدوث ذلك أن كل فيروس من هذه الفيروسات قادر على العبور إلى الدماغ، وفى بعض الحالات إتلاف الهياكل الهشة التى تتحكم فى تنسيق الحركة وهو ما يؤدى إلى بدء عملية يمكن أن تؤدى إلى مرض «باركنسون» فى نهاية المطاف.

يحرص العلماء على مراقبة ما إذا كان وباء كورونا الحالى سيؤدى أيضاً إلى ارتفاع معدل حالات الإصابة بمرض «باركنسون» خلال العقود القادمة. وهناك العديد من الدراسات التى تسلط الضوء على الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا وغالباً ما يعانون من قصور طويل الأمد فى الجهاز العصبى المركزى بما فى ذلك فقدان حاستى الشم والتذوق، وضباب الدماغ والاكتئاب والقلق. والأرقام مقلقة. وبينما يمكن لفيروس كورونا غزو أنسجة المخ يظل العلماء غير متأكدين مما إذا كان سيسهم فى الإصابة بأمراض التنكس العصبى، وهو الفقدان التدريجى لوظيفة الخلايا العصبية مثل باركنسون وألزهايمر والخرف. أحد أساتذة علم الأعصاب فى جامعة تورنتو يشير إلى أن حالات مرض باركنسون الحاد يمكن أن تشمل ببساطة المرضى الذين كانوا بالفعل فى المراحل الأولى من المرض، ولكن أدت الإصابة بفيروس كورونا إلى تسارع أو كشف الأعراض.

على مدار العام الماضى بدأ علماء يشعرون بالقلق جراء ظهور مجموعة صغيرة من دراسات الحالة التى تصف المرضى الذين عانوا مما يسميه الأطباء مرض باركنسون الحاد، من تشوهات مثل الرعشة وتيبس العضلات وضعف الكلام بعد الإصابة بفيروس كورونا. بل وتوصلت أبحاث أخرى إلى أن بعض مرضى فيروس كورونا يعانون اضطرابات فى أحد أكثر أنظمة الجسم خطورة والمعروف باسم مسار الكينورينين الذى يمتد من الدماغ إلى القناة الهضمية، ويُستخدم لإنتاج عدد من الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة لصحة الدماغ، وعند تعطله يمكن أن يؤدى إلى تراكم السموم التى يعتقد أنها تلعب دوراً فى مرض باركنسون. ومع ذلك حذر أطباء أعصاب آخرون من أنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد أية صلة بين فيروس كورونا ومرض باركنسون، وهو الاضطراب الذى يصيب الجهاز العصبى. وعامة يشعر الكثيرون بأن هناك حاجة للمراقبة المستمرة لآية أعراض شبيهة بمرض باركنسون تظهر لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بفيروس كورونا فيما إذا كشفت السنوات المقبلة عن ارتفاع تدريجى فى الحالات. وقانا الله وإياكم جميعاً من هذا الوباء.